من بين فكي كماشة النظام والمعارضة المسلحة، نجا هؤلاء السوريين الذين فروا إلى الأردن باحثين عن بقعة آمنة لهم ولأطفالهم، ولكن إن كان سيطرة جماعة داعش على بعض من وطنهم الأم عجز وقهر، وكان في استهدافهم ببراميل النظام المتفجرة زهقًا لأرواحهم بدم بارد، فإن الجوع وعوز الحاجة في مخيمات اللاجئين لا يجعلهم في حال أفضل.
هم سوريون من حماة وحمص، وقليلون من حلب، فروا من منازلهم في سوريا حيث الرصاص والنيران، إلى أحد ضواحي عمان بالأردن، غير طامعين سوى في ملاذ آمن، نصبوا خيامهم القديمة في الخلاء، هناك حيث تعيش 300 أسرة سورية، لم يمنع الجوع وعوز الحاجة أطفالها من اللهو واللعب وكأن لسان حالهم يقول؛ لن يهزمنا الجوع والحاجة في بلاد الشتات، كما لم تهزمنا نيران النظام وقهر المعارضة في الوطن.
وفي ظل غياب أي إشارات عن تراجع حدة النزاع في سوريا، فإن أمد أزمة اللاجئين سيطول، حيث يعبر 400 سوري إلى الأردن كل يوم تقريباً، بينما يلامس العدد بضعة آلاف كلما اشتعل القتال. وقد وصل عدد اللاجئين السوريين في الأردن اليوم إلى ما يناهز 600 ألف شخص، وذلك وفقًأ لبيان أصدره مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإقليمي في عمان، أول أمس.
يعيش 80% من اللاجئين مع أسر تستضيفهم، ولكن يبقى هناك 20% ممن لم يجدوا مأوى لهم سوى المخيمات، ووفقًا للبيان يعبر أغلبية اللاجئين السوريين إلى الأردن من الحدود الشمالية الشرقية. ويصل هؤلاء حاملين القليل من الأمتعة إن توفرت ويتم استقبالهم عند وصولهم إلى الأردن في مرافق استقبال مؤقتة ومن ثم تقدم قوات حرس الحدود المساعدة للوافدين السوريين في ستة مرافق واقعة على الحدود.
شاهد أيضًا:
صور: كويتي يحاول عبور الطريق على طريقته الخاصة
صورة: جمل فضولي يعشق الفلاشات
صور: قطة تنافس أكبر معمرة في العالم
منذ سنة واحدة