تشهد المملكة هذه الأيام المنزلة الثالثة من منازل نوء العقارب التي تسمى (منزلة سعد السعود) التي تعرف باسم (العقرب الثالثة)، وتنتهي مدة هذه المنزلة في 19 جمادى الأولى الموافق 20 مارس الجاري. وذكر خبير الأنواء والمواقيت محمد القباني أن “أبرز خصائص هذه المرحلة أنها تعتبر المنزلة الأولى من منازل فصل الربيع في الحسابات المحلية، وتكثر خلالها السحب الرعدية الغزيرة والرياح المثيرة للأتربة، ويستمر خلالها الارتفاع في درجات الحرارة، كما يكثر العشب ويبلغ الربيع ذروة جماله واخضراره، وتقول العامة: في سعد السعود يدور الماء في العود ويدفأ كل مبرود. كما يقال في هذا النجم: تخضر الأشجار وتفرخ الأطيار ويتساوى الليل مع النهار، حيث تبدأ أوراق جديدة تظهر على الشجر مثل العنب والرمان والخوخ وغيرها من الأشجار”.
من جهته أوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن “كل منزلة من منازل العقرب الثلاثة تستغرق 13 يوماً، وسُميت بـ”العقرب”؛ لأن بردها يلسع على حين غفلة من أمرنا كلسع العقرب, كما سُميت بـ “الدم”؛ لأن بردها يدمي ولا يقتل”, مضيفاً: “عند حلول موسم العقارب ينحدر فصل الشتاء، ويبدأ فصل الصيف اتجاه إلينا، ويتسم هذا الموسم بالاعتدال السائد خلال الصباح، وترتفع الحرارة إلى المعدلات الصيفية خلال الظهيرة مع برودة معتدلة خلال الليل، والأصل في أيامها الاعتدال الذي يميل إلى البرودة في آخر الليل، وهو موسم لا يخلو من هجمات البرد المباغتة مع الخلخلة الطقسية؛ إذ إنها مرحلة انتقالية بين فصل الشتاء البارد إلى فصل الربيع الماتع”.
وأضاف قائلا: “نتيجة لهذا يحدث تناطحات جبهية يتولد عنها الغبار نتيجة التمازج بين فصل وآخر حيث نلاحظ فارقاً حرارياً كبيراً بين الليل والنهار، وخلالها تزداد نضارة الربيع وتتفتح أزهاره وتنتشر الهوام والحشرات على نطاق واسع، وخصوصاً الفياض وأماكن تواجد الربيع، وفي نهايتها موسم سبق السرايات وهو موسم يتسم بالعنف المناخي من غبار وأتربة وأمطار غزيرة”.
وأكّد الزعاق أن “برودة موسم العقارب تتوقف على درجة إحساس الجسم وليس على انخفاض درجة الحرارة ودرجة الإحساس أهم من درجة الأجواء وهي التي تتوقف عليها الحياة فإحساس الأجسام تتوقف على درجة حرارة الجو وسرعة الرياح والرطوبة, فإذا انخفضت درجة الحرارة وتحركت الرياح وقلت الرطوبة أو ارتفعت الحرارة وسكنت الرياح وزادت الرطوبة أصبح الجو قاتلاً, فإذا كانت حرارة الأجواء صفراً وحركة الرياح 2 ك م والرطوبة 20% كانت درجة الحرارة المحسوسة عشر درجات تحت الصفر، وإذا كانت درجة حرارة الجو 35 درجة وسرعة الرياح صفراً، والرطوبة 90% كانت درجة الحرارة المحسوسة 65 درجة، وهذا ما يفسر لنا موت أعداد كبيرة في أوروبا رغم أن درجة الحرارة المحسوبة عندهم معتدلة بالنسبة لنا”.
المصدر: الجزيرة أون لاين.
شاهد أيضاً:
الأرصاد تحذر من موجة أتربة على الرياض حتى العاشرة مساءً
صور: سيارات الدفاع المدني تغرز في أرصفة جامعة حائل وتكشف عيوب البنية التحتية
التربية تعمل على تحصين أفكار الطلاب والطالبات من التطرف
منذ سنة واحدة