منذ 5 سنوات
يعاني أغلب الأشخاص من نسبة معينة من القلق الاجتماعي وذلك بغض النظر عن مدى انفتاح الإنسان وانطلاقه، ويمكن أن نلمس هذا القلق بشكل واضح عند محاولة ترك انطباع جيد لحظة الالتقاء بشخص ما للمرة الأولى.
وقد يصل الأمر بالشخص المصاب بالقلق الاجتماعي إلى عدم تقبل فكرة مغادرته للمنزل، وفي المقابل نجد أشخاصاً آخرين لا يرهبهم التقرب من الناس، مثل أولئك الشجعان الذين يرتدون بدلات ملونة أو الذين يقومون بجمع التبرعات في محطة القطار.
وغالباً ما ينقسم الناس إلى هذين الصنفين، وفي هذا الصدد لا بد من محاولة تطبيق واتباع عدة مبادئ بهدف الخروج من العزلة الاجتماعية.
وتعتبر المجاملة سلاحاً عبقريا من أجل التقرب من الشخص الآخر، غير أن تبادلها ليس بالأمر البسيط على عكس ما يظنه البعض، إذ ترتبط المجاملات بأمرين رئيسيين، وهما إما الخيارات اتي يقوم بها الشخص أو الأمور التي رافقت نشأته، غير أن النوع الأول يعتبر أقوى أنواع المجاملات.
فحين يبدي الشخص إعجابه بلون حذاء الطرف الآخر أو قصة شعره أو ذوقه الموسيقي فهو يبدي إعجابه بالخيار الذي قام به، ومع هذا فإن المجاملة المبنية على لون العينين أو الابتسامة تعد أمرا لطيفا، إلا أنها أمور لم يقم الطرف المقابل باختيارها، بالتالي تعتبر مجاملة اختيارات الشخص أمرا أكثر إغراء، فضلاً عن أنها فرصة ذهبية لاكتشاف أرضية مشتركة للتواصل.
لا يطلق الصحفي أو المراسل خلال مقابلة يجريها إلى طرح أسئلة متعلقة بحالة الطقس يمكن الإجابة عنها بنعم أو لا، والسبب في ذلك أن هذه الأسئلة ستقضي على مصداقية الشخص الذي يطرحها، فضلاً عن أنها ستصيب الطرف الآخر بالملل.
وعلى الرغم من أهمية الأحاديث الصغرى ودورها في مساعدة الشخص على البدء بالحوارات الاجتماعية إلا أنها لا يجب أن تتجاوز 10% من إجمالي الحديث.
في مرحلة ثانية ينصح بطرح الأسئلة التي تبدأ بـ لماذا، ذلك أنها تسمح بالاسترسال في الحوار، من خلال الأجوبة التي تتطلب عمقاً في التفكير، من ناحية أخرى تمهد الأسئلة المفتوحة الطريق أمام اكتشاف الاهتمامات المشتركة بسرعة وسلاسة.
لا نقصد هنا الرقص بالمعنى الحرفي بل الرقص في الأحاديث حيث إنه بإمكاننا تشبيه حوار جيد بالخوص في مارة تنس، إذ يمثل يعتبر إعطاء وتبادل المعلومات جوهر المحادثات الناجحة، لهذا السبب يجب أن نتجنب التفرد في الحوار من خلال الحديث عن مشاغلنا الشخصية الذي يعد أمرا مملاً بالأساس، وهي طريقة قد تجعل المحادثة هي آخر محادثة لك مع الشخص المقابل.
فراقب عن كثب إذا كان الشخص المقابل لكيميل برأسه أو عينيه شاردتين، فهذا هو خير دليل على فقدانه التركيز منذ وقت طويل في هذه الحالة ينصح بالتوقف والتنفس والاستماع.
يختبئ أغلب الأشخاص وراء حقل حماية غير مرئي، ويتسع بشكل كبير لدى البعض مما يجعل مهمة الاقتراب منهم شبه مستحيلة، في هذا الصدد لا بد من إجراء اختبارات لمعرفة حدود المساحة الشخصية، مع أخذ الاختلاف بين الثقافات بعين الاعتبار، بالتالي ينصح بالإبقاء على مسافة مناسبة تنم عن احترام خصوصيات الطرف الآخر عند فتح محادثة معه.
بالإضافة إلى ذلك بإمكانك اعتماد حركات جسدية بسيطة أثناء الحديث مثل لمسة خفيفة لكتف محاورك أو الوقف أمامه بشكل مقابل تماماً، وبالاعتماد على رد فعل الطرف الآخر ستتمكن على الفور من معرفة حدود مساحته الشخصية، وبهذا سيمكنك التقرب أكثر منه أو العكس.
وتجدر الإشارة إلى أن لغة الجسد لدى الشخص الذي يتميز بمساحة شخصية واسعة سيبدو عليها التوتر الواضح عند تخطيك للمساحة الشخصية الخاصة به، فمثلاً ستجده ينقل وضعيته من الراحة والانفتاح إلى التقوقع والحذر.
قد يجعلك التواصل البصري في حال قمت به بطريقة خاطئة غريب الأطوار في ثوان معدودة، الأمر الذي سيدفع بالشخص الآخر إلى العودة بأقصى سرعة إلى منطقة الأمان الخاصة به، خاصة عند إطالة النظر إليه أكثر من اللازم.
خلافاً لذلك، يمثل إتقان التواصل بالعينين أحد العناصر الأساسية لحياة اجتماعية سليمة، في هذا الإطار يعتبر التواصل البصري الذي يخضع لشروط معينة دليلاً على الثقة بالنفس التي تميز الإنسان، وتجد أن من يفتقدون هذه المهارة عادة يتأملون أحذيتهم أو شيء ما حولهم، في هذا الوقت تذكر أنك لست وحدك من تشعر بالغرابة وسط حدث ما، حاول أن تستمع قدر الإمكان للطرف المقابل، وذلك بالحفاظ على إيماءات الرأس والابتسامة.
منذ 3 سنوات