عربية وعالمية

منذ 6 سنوات

سياسيون ونقابيون يستنكرون: الإساءة للسعودية يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية

بواسطة: سياسيون ونقابيون يستنكرون: الإساءة للسعودية يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية نورهان صبرة
سياسيون ونقابيون يستنكرون: الإساءة للسعودية يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية

استنكرت قيادات سياسية وإعلامية لبنانية، على رأسهم رئيس الجمهورية ووزراء بارزون، استنكارًا واسعًا ما ورد في إحدى الصحف في لبنان من تطاول على المملكة العربية السعودية، واصفين هذا الهجوم على السعودية بأنه يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية. وتفصيلاً، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، في بيان له اليوم الأربعاء أن “التهجم الإعلامي الذي وقع مؤخرًا بحق المسؤولين في المملكة العربية السعودية غير لائق أو مقبول، ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بحرية الرأي”.

وأعرب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة عن استنكاره الشديد لما نشرته الصحيفة بحق السعودية، معتبرًا أن قسمًا من الصحافة اللبنانية تحوَّل إلى وسيلة لهدم الجسور وقطع الوصل مع المحيط العربي للبنان، وأصبح يتسبب في مواقف محرجة ومرفوضة للصحافة اللبنانية، ويلحق بها سمعة لا تليق بها ولا بمصلحتها، وبمصلحة لبنان كله.

نقابة الصحافة اللبنانية

زار وفد من نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي مقر السفارة السعودية في بيروت، وكان في استقبالهم القائم بأعمال السفارة الوزير المفوض وليد البخاري، وإلى جانبه عميد سفراء العرب سفير الكويت عبد العال القناعي، وسفير الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي؛ وذلك تضامنًا مع المملكة العربية السعودية، واستنكارًا لما ورد في الصحيفة اللبنانية.

واستنكر الكعكي ما حصل، ورأى أنه “يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية”، وعبّر في تصريح منشور عن “استياء الجسم الصحفي والإعلامي اللبناني”، وقال: “لبنان هو بلد الحريات والثقافة والعلم والأخلاق، ولم أكن أتصور في يوم من الأيام أن نصل إلى هذا الدرك وهذا الإسفاف”. وأكد أن “المملكة العربية السعودية منذ أن أسسها الملك عبد العزيز حتى اليوم كانت دائمًا حاضنة للبنان، ولم تتخلًّ يومًا عنه”.

اعتذار

وأعلن “الكعكي” – باسمه وباسم زملائه في نقابة الصحافة – اعتذاره الشديد للسعودية، من أكبر إلى أصغر مسؤول فيها، وللدولة اللبنانية، بدءًا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري إلى الوزيرَيْن في حكومة تصريف الأعمال للعدل سليم جريصاتي وللإعلام. وقد أجمعوا على رفض هذا الأمر، وأن المهم هو متابعة هذا الموضوع، وألا ندعه يمر مرور الكرام؛ كي يكون عبرة لمن اعتبر؛ فهناك حدود للكلمة وللحرية، لم تراعها الصحيفة، كما لم تراعِ المصلحة الوطنية اللبنانية. ومن جهته، قال عميد سفراء العرب سفير الكويت عبدالعال القناعي: إن الكاتب لم يراعِ المصلحة الوطنية اللبنانية، وأبسط أصول المصلحة الوطنية اللبنانية والشعب اللبناني؛ فالإعلام رسالة وأخلاق وبناء، وهو أيضًا كل مفردات اللغة الجميلة، ومهمته أن يجمع بين الشعوب والدول.

وأكد “القناعي” أن المملكة العربية السعودية هي حاضن لكل العرب وللمسلمين، وتجاوز أبسط قواعد الأخلاق في اللغة التي استُخدمت إنما يدل إلى مستوى كاتبها وقائلها، وهي لا تعيب الطرف الآخر بل الشخص نفسه؛ لذلك الرد من قبلكم جميعًا هو مقدَّر ومشكور. ويجب أيضًا أن ينطلق من الحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا قبل كل شيء، والمثل يقول “اتق الحليم إذا غضب”. وأضاف: يمكن للمرء أن يتجاوز مرة أو اثنتين، ولكن إذا تجاوز الأمر حده فسيكون هناك موقف وإجراءات، قد لا تتفق في الطبيعة مع ما نريده جميعًا؛ لذلك نأمل بأن يكون هناك حكمة ورقي وأخلاق في تناول العلاقات مع الدول الشقيقة.

وأشار إلى أن “هذه المحاولات لن تثمر إلا مزيدًا من التقارب بين السعودية ولبنان الشقيق. ونحن ندرك ونعي أن لبنان بقيادته وبشعبه وبإعلامه وببرلمانه وبكل مكوناته هو أشد حرصًا منا جميعًا على أفضل العلاقات وأرقاها وأوثقها مع دول الخليج، ومع الدول العربية كافة. وأعتقد وأجزم بأن أصوات النشاز هذه لن تؤدي إلا لمزيد من التقارب والتماسك والتعاضد فيما بيننا”. ومن جهته، قال السفير الإماراتي: نحن بعثات دبلوماسية في بلد فيه قضاء وقانون وحكومة ورئيس ومجلس نيابي، ولا يجوز في حال حصول أمر ما أن نبدأ نحن بالاتصالات والتحرك والسعي. قبل شهر أو شهرين كان المستهدف صاحب السمو أمير الكويت، واليوم المستهدف هو صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، ونحن نعرف من الممول والساعي، ولكن المفروض أن يكون هناك رادع وإجراءات قانونية من قِبل لبنان. نحن سنتابع هذا الموضوع. مبينًا أن “من لديه رخصة في دولنا لموقع أو لجريدة يخضع للعقوبات إذا أساء الاستخدام، ويجب أن يكون هناك قوانين رادعة في الدولة اللبنانية ومعايير، وعلى وزارة الإعلام أن تتحرك مع النائب العام”.

تحرك قانوني

وقال القائم بأعمال السفارة الوزير المفوض وليد البخاري للوفد الزائر، بحسب صحف لبنانية: تلقينا في الأمس سلسلة اتصالات من إعلاميين مؤيدين ممن لا يتفقون معنا بالرأي، وكان لهم موقف مشرف، عكسوا فيه تطلعات الساحة الإعلامية اللبنانية التي ننظر إليها بكل تقدير. ووقفتكم اليوم تعبّر عن هذا، وليست غريبة عليكم، ونثمنها عاليًا. مبينًا أن هناك إجراءات اتُّخذت؛ إذ اهتم الرئيس ميشال عون شخصيًّا بهذا الأمر، وكلف وزير العدل باتخاذ الإجراءات القضائية الفورية. وهذا ليس بغريب على فخامة الرئيس ممثل الاعتدال ومفهوم العدالة والقضاء اللبناني.

وتابع: كذلك أثمن موقف الرئيس الحريري الذي اهتم بالأمر شخصيًّا، وكلف القضاة بمتابعة هذا الموضوع. ومواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ووزير الإعلام وكل من أسهم في استنكار هذا التصرف هو موضع تقدير منا. وأعتبر أن ما صدر لا يمثل إلا الصوت الشاذ، ولا يوجد شريف على المستوى السياسي والشعبي اللبناني وعلى المستوى الإعلامي يقبل بهذا الأسلوب وبهذا التخاطب تجاه دولة شقيقه. ولفت إلى أن “هناك خطوات قانونية ستُتخذ ضد هذه الصحيفة، وضد من يتطاول. وفي النهاية لن نسمح بأن يكون هناك إعلام غير مسؤول، يعكر صفو العلاقة بين لبنان والسعودية الحريصة على أمن واستقرار ودعم وازدهار لبنان. وكذلك أصحاب السعادة السفراء كلهم يشاركوننا هذا الموقف السياسي، ولن تثمر هذه المحاولات إلا مزيدًا من التقارب”.

اشترك في نشرة مزمز الإخبارية

تفقد البريد الوارد او صندوق الرسائل الغير مرغوب فيها، لإيجاد رسالة تفعيل الاشتراك

لإستقبال نشرة الأخبار، فضلاً اضف بريدك أدناه