محليات

منذ 8 سنوات

بالفيديو: الحسني العائد من جحيم “الحوثيين” يروي التفاصيل

بواسطة: بالفيديو: الحسني العائد من جحيم “الحوثيين” يروي التفاصيل نورهان صبرة
بالفيديو: الحسني العائد من جحيم “الحوثيين” يروي التفاصيل

MzMz - mz-mz.net

MzMz - mz-mz.net

كشف الشيخ عبد العزيز الأهدل الحسني المغترب اليمني في المملكة، تفاصيل مروعة لستة أيام قضاها قبل شهر في معتقلات ميليشيا الحوثي الانقلابية في صنعاء، انتهت بإطلاق النار عليه عندما رفض سب السعودية والتحالف العربي. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين، (13 نوفمبر 2017) مقطعين مصورين يُظهر أحدهما ضابطًا حوثيًّا وهو يحاول إرغام المعتقل على شتم التحالف العربي والسعودية، لكنه -وفي موقف أثار ذهول الكثيرين- رفض بشدة وأقسم بالقول: “والله ما أسب السعودية”.

هذا الإصرار وتمسك المعتقل بموقفه، استفز سجاني الحوثي، فأطلق أحدهم رصاصة حية مباشرة على ساقه، فسالت الدماء منها وبدأ يصرخ من الألم، وحاولوا معه من جديد لشتم السعودية، لكنه ظل على موقفه؛ ما دفع الضابط الحوثي إلى توجيه فوهة المسدس نحوه وأطلق رصاصة أصابت بطنه فسقط مغشيًّا عليه فورًا. وفي حديث إلى قناة “العربية” من مدينة جدة، روى الحسني القصة كاملة، وقال إنه كان في طريقه إلى منزله بصنعاء (يسيطر عليها الانقلابيون بقوة السلاح)، واستقل سيارة أجرة، عندما تجاذب معه قائد السيارة أطراف الحديث عن التحالف العربي والحرب في اليمن.

ويقول إن قائد السيارة احتد عليه في النقاش، منتقدًا موقف المقيمين اليمنيين في المملكة، فرد عليه الحسني أن هناك 3 ملايين يمني يعملون في المملكة ويعيلون أكثر من 15 مليونًا في الداخل اليمني، متسائلًا: “إذا تركنا السعودية، إيش اللي هيصير فينا؟”. وانقلبت الأمور رأسًا على عقب عندما أخبر الحسني قائد السيارة الذي اتضح أنه أحد جواسيس الميليشيا؛ أن إيران هي المسؤولة عن زرع الخراب والدمار في اليمن، فكانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير، وقادت الرجل إلى أبواب الجحيم. بعد ساعات، وتحت جنح الظلام، وصل زوار الفجر إلى منزل الحسني واقتادوه معهم وسط دهشته، وذعر أطفاله، وقيدوا يديه خلف ظهره، ووضعوه في سيارة بعد عصْب عينيه في الطريق إلى المعتقل.

وكانت البداية بسيل من السباب وجهها المحققون إلى الحسني، ثم تناوب الحراس ضربه بعنف حتى سقط على الأرض، ليتضح بمرور الوقت أن الأسوأ لم يأت بعد. علقوه في زنزانة ضيقة على طرف الأصابع، فيما كانت ملابسه مربوطة إلى أعلى، وعندما استبد به العطش، طلب من أحد الحراس ماء، فسأله الأخير ساخرًا: “تريده حارًّا أم باردًا”؟، ثم جاء بكابل كهرباء وأخذ يضربه لمدة نصف ساعة كاملة. لوهلة ظن الحسني أنه في كابوس مروع، وكان يقول لنفسه: “سأصحو بعد قليل بين أطفالي”. علق الحراسُ المعتقلَ لـ8 ساعات ثم أخرجوه مقيد اليدين والقدمين إلى أول تحقيق؛ حيث كان أبو الحارث (ضابط حوثي) في انتظاره.

بدأ المحقق يوجه له أسئلة ذات طابع عسكري، على غرار: “كم رصدت إحداثيات للطائرات؟ ومع من تتواصل في الشرعية أو في مأرب والسعودية أو مع التحالف؟ وأي الخلايا موجودة هناك؟”. لم يكن لدى الحسني بطبيعة الحال معلومات؛ لذلك رأى ضباط الميليشيا أن جولة جديدة من التعذيب قد تجبره على الحديث. بدؤوا يعذبونه بطريقة جديدة وفي غاية الوحشية، بـ”الفلكة”، بوضعه مقلوبًا رأسه إلى أسفل وقدمه إلى أعلى، وتناوبوا ضربه حتى سقط مغشيًّا عليه. وكانوا يوقظونه بصب الماء على وجهه، ويعيدون الكرَّة كل مرة حتى يغشى عليه مجددًا من شدة التعذيب.

يقول الحسني إنه كان يتعامل مع “آلات للقتل”، بلا مشاعر أو رحمة أُعدَّت لمهمة محددة استمرت حفلات التعذيب المرعبة 6 أيام كاملة في معتقلات الميليشيا، وفي اليوم الأخير، أخبره أحد الحراس أنه سيجري تغيير المحقق، وسيُعرض على “أبو حمزة”، وهو ما أثار شفقة باقي المعتقلين الذين يعرفون قسوة هذا المحقق، وعدم تورعه في قتل المعتقلين بدم بارد. يقول الحسني إن الطعام الذي يقدمه الحوثيون للمعتقلين ليس أكثر من قطعة خبز يابسة طوال اليوم، ولا شيء غيرها. بدأ “أبو حمزة” يحقق مع الحسني مستخدمًا الفلكة، ثم طلب منه أن يسب السعودية والتحالف العربي، كما يظهر في المقطع الذي صوره الحوثيون أنفسهم، وانتهى بإطلاق النار عليه.

وأفاق الحسني داخل المستشفى بعدما خيَّط جراحه، ليصطحبه شخص جديد من الميليشيا مجددًا خارج المستشفى. وفي الأثناء، خاطبه الحسني الذي بدا في حالة يرثى لها: “لو ستأخذني إلى المكان نفسه مجددًا، فأتمنى منك أن تجهز عليّ الآن”. لكن الحارس التابع للميليشيا أخبره أن تعليمات وردت من “أبو الحارث” تقضي بإطلاق سراحه، شرط ألا يتكلم أبدًا عن الحوثي أو إيران. ويوجه الحسني رسالة عبر قناة “العربية” إلى اليمنيين، قائلًا: “كنت من الفئة الصامتة بدون أي انتماء سياسي. وهذا ذنب الفئة الصامتة التي صمتت عن الحق ولم تدافع عن وطنها (في وجه الميليشيا الانقلابية)”. وختم بتأكيد أن معتقلات الانقلابيين تضم أناسًا يتعرضون للتعذيب ليل نهار، بطرق غير مسبوقة في قسوتها؛ بعضهم اعتقل لأنه رفض التفريط في عقاراته للحوثيين.

اشترك في نشرة مزمز الإخبارية

تفقد البريد الوارد او صندوق الرسائل الغير مرغوب فيها، لإيجاد رسالة تفعيل الاشتراك

لإستقبال نشرة الأخبار، فضلاً اضف بريدك أدناه