منذ 8 سنوات
ارتدى حلّة القراء وهو في العاشرة، يطمح بأن يكون عالماً متبحراً في علوم القراءات والمقامات، هذا هو التعريف المختصر للقارئ محمد يوسف، ابن ولاية كلنتان الماليزية الواقعة شمال شرقي العاصمة كولالمبور، حيث إنه ورغم المسافة الشاسعة بين منطقته والعالم العربي عموما والسعودية خصوصا، إلا أن قراءته راجت في عالم لا يعرف الحدود، حيث تكفي جولة بحثية في مواقع التواصل الاجتماعي عن “القارئ الماليزي محمد يوسف” حتى تظهر لك عشرات الفيديوهات والسمعيات.
اشتهرت قراءات محمد عبر مواقع التواصل الاجتماعي
بدأت رحلة محمد يوسف مع القرآن وهو في السادسة من عمره، بعد أن لمس والده فيه نجابة في الحفظ، وحسناً في الصوت، حيث قام بتسليمه لمعلم المسجد الذي أحفظه قصار السور بأحكام التجويد والتلاوة، بحسب ما أشار محمد يوسف في حديثه لموقع “العربية.نت”، مضيفاً أنه عندما دخل المدرسة تعلم التجويد، وفي عمر الثالثة عشرة بدأ في تعلم فن المقامات.
محمد مهتم بالغناء الاسلامي
يقول محمد إن الفضل يعود لوالده الذي اكتشفه موهبته مبكرا، وأيضا الى أساتذته المدرسة، حيث كانوا يحثونه على بذل المزيد من الاجتهاد، وكانوا يقدمونه في الاحتفالات المدرسية، للقراءة أمام مسؤولي التعليم، مما زاد ثقة محمد في نفسه، وشجّعه على تطوير مهاراته، مشيرا أنه كان شغوفا بالاستماع إلى عملاقة القراء في العالم الإسلامي أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ الشحات محمد أنور، والشيخ الطبيب أحمد نعينع، و الشيخ ياسر الشرقاوي.
يمثل محمد جامعته في المسابقات القرأنية
يدرس محمد يوسف حاليا تخصص القراءات في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة السلطان اسماعيل، وقد حصد العام الماضي المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم للجامعات الماليزية، ورغم سبغة الوقار وسمة التدين البادية على محمد، إلا أنه لا يجد غضاضة في مشاركة أصدقائه في مواقع التواصل مقاطع من قراءاته، إلى جانب أخبار فريقه المفضل، وصور رحلاته السياحية، ومقاطع كوميدية رائجة، فضلا عن نشر مقاطع من حفلاته، حيث يقود يوسف فرقة للإنشاد الإسلامي.
يقود محمد فرقة للغناء الاسلامي
وحول من يقول إن القراء الشباب مجرد مقلدين للقراء الأوائل، قال يوسف إنه ليس من الخطأ بأن يقتبس القارئ شيئا من السابقين، لكن يجب أيضا التخطيط لأساليب قراءة جديدة، لاسيما أن تقليد عظماء القراء ومجاراتهم سوف يهلك الصوت، مضيفا أنه يجتهد حاليا لصقل موهبته بالحفظ والدراسة ومعرفة أحكام التلاوة ودراسة علوم القرآن الكريم بقراءاته المتعددة، كما أنه يطمح بأن يكون في المستقبل في مصاف القراء المتميزين في عالم التلاوة، وأستاذ قراءات.
يشارك محمد اصدقائة صور رحلاته و زياراته
تجدر الإشارة، أن محمد يوسف ينتمي إلى فئة قرّاء الإنترنت الشباب، الذين تمكنوا من لفت أنظار الجيل الجديد المعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في مصادر تلقّيه، وهو ما ساهم في رواج تلاوات وقراءات هؤلاء الشباب أمثال يوسف، حيث تمتلئ المنتديات ومواقع المشاركة الاجتماعية واليوتيوب بمقاطع صوتية ومرئية لقراءاتهم المختلفة، وهو ما تسبب في تراجع تسجيلات وصوتيات لقراء مشاهير ومعروفين شكلوا في حقب زمنية ماضية، وجدان ملايين المسلمين.
منذ سنة واحدة