منذ 8 سنوات
تنطلق تعابير الدهشة على وجهك حين تعرف أن الشهيد علي النتيفات، أصيب مرتين، منهما إصابة بالغة، قبل أن يستشهد في المرة الثالثة.
فقد أصيب النتيفات قبل نحو 6 أشهر في الربوعة إصابة بالغة ظن فيها زملاؤه أنه استشهد وتم نقله للمستشفى، حيث كان كل من حوله يعزون فيه، إلا أنه استفاق من غيبوبته وبدأ التحدث معهم.
وذكر فهيد محسن، وهو صديق الشهيد النتيفات، أن الشهيد تحدث عن كيف كان الناس حوله يذكرون شهادته بعد أن استفاق، بحسب تقرير لـ “العربية.نت”.
لم تمنع إصابة النتيفات من عودته إلى ميدان القتال، ليصاب للمرة الثانية إصابة طفيفة لم تمنعه عن مواصلة الدفاع عن وطنه قبل أن يستشهد في الثالثة.
واستشهد علي النتيفات، البالغ من العمر 31 عاما، على الحدود في نجران، متأثراً بجراحة في معارك الدفاع عن الوطن والإقدام في مواقف متعددة يذكرها زملاؤه في نجران وهو يشاركهم الدفاع عن الوطن.
قال زميله وصديقه فهيد محسن: “لن أنسى شجاعة الشهيد وإقدامه، وكذلك خدمته للناس وحب الناس له من كافة أطيافهم”.
وأضاف: “في المقبرة، شاركنا جميع العمالة الذين يتعاملون معه في الحي من صاحب البقالة والمغسلة وكل من تعامل معه حباً له ولحسن خلقه مع الجميع”.
توقفت أنفاس الشهيد علي النتيفات بعد أن أذاق الحوثيين الويل، لكن ساعته التي كان يلبسها لا تزال تدق بعقاربها التي تضرجت بدماء الشهيد، بانتظار دحر الحوثيين وإعادة الشرعية إلى اليمن.
ويقول خالد النتيفات شقيق علي الوحيد على فراق أخيه :”الفراق صعب لكن المفرح شهادته وحصوله على ما يتمناه كل شخص بأن تكون روحه فداء للدين والوطن والدفاع عن هذه الأرض”.
وتابع خالد: “علي كان معهم يوم الاثنين الماضي، وقد استشهد يوم الجمعة بعد إصابات متعددة أكرمه الله بالشهادة”، موضحاً أن والدته صابرة محتسبة ابنها عند الله. وأشار خالد إلى أن الشهيد قضى مع أبنائه ووالدته بعض الوقت: “هو والد لطفلين سارة وعبيد”.
يتحدث خالد النتيفات عن ساعة الشهيد التي تعطرت بدمائه الذكية: “كان يرتديها وهو في ميدان الحرب، وقد استشهد وهي في يده، وقد تناقلها الناس في مواقع التواصل”.
ونفى خالد أن تكون الساعة عرضت للبيع: “ليس لدماء الشهداء ثمن”، وتناقل مغردون ساعة الشهيد علي على نطاق واسع، حيث أبدى البعض منهم رغبتهم في شرائها.
الله يرحمه ويرحم كل الشهداء اللي يدافعو عن دينهم ووطنهم