لا تزال تعلو منذ سنوات سماء محافظة حقل ومنفذ الدرة الحدودي أدخنة مصنع الفوسفات الأردني المجاور للأراضي السعودية؛ إذ يصل آثار تلوثه لأهالي المحافظة؛ الأمر الذي تسبب لهم بأضرار صحية وبيئية جسيمة، فضلاً عن الروائح الكريهة التي تصل للمنازل.
ونشر أحد المواطنين مقطع فيديو حديث، أظهر شدة كثافة الأدخنة وهي باتجاهها للمحافظة، وتتساقط على هيئة مادة سوداء، تشبه مسحوق الفحم، وتستقر في فناء منازل المواطنين وعلى الأسطح، وهي ذات أضرار صحية تلازمأطفال المحافظة وكبار السن ومرضى الربو.
يُذكر أن مصنع الأسمدة الأردني الكائن في الأراضي الأردنية ينتج مادة الفوسفات سماد اليوريا، وأُسس عام1410هــ، ومنذ تأسيسه يصدر منه رذاذ وغبار، ينبعث في أجواء المصنع والمنطقة المحيطة به، وتشمل جزءًا من الأراضي الأردنية، ومعظم الغبار يسير تجاه الأراضي السعودية المجاورة للمصنع.
ومنذ خمس سنوات أُقيم بجوار مصنع الأسمدة المذكور مصنع آخر لمعالجة مادة البوتاس الذي ينتج منه سماد آخر؛ وبذلك زادت نسبة التلوث في أجواء منطقة الدرة خاصة، ومدينة حقل؛ إذ تصدر منه أيضًا مادة تسببت في ضيق التنفس لمعظم سكان مدينة حقل، وتتساقط على الأرضمادة سوداء كمسحوق الفحم.
ومع أن اتجاه الرياح في هذه المنطقة يأتي من جهة الشمال في معظم أيام السنة إلا أن التلوث يتجه نحو الجنوب، أي إلىمنطقة الدرة السعودية، ثم إلى مدينة حقل. ويزداد تأثير التلوث عندما تتوقف شدة الرياح؛ فتتشبع أجواء المنطقة بالتلوث الشديد؛ إذ يُشاهَد كسحابة أو ضباب، يختنق منه الذين يعانون ضَعْف التنفس أو الربو، خاصة الأطفال. وقد أُحليت حالات اختناق عدة لمستشفى حقل للعلاج.
وقد عُرض هذا التلوث على المسؤولين في حماية البيئة بالسعودية؛ وزار فريق منهم المنطقة، وشاهدوا الوضع على الطبيعة، إلا أنه لم يتم أي إجراء ملموس لمنع هذا التلوث بالمنطقة لحماية صحة المواطنين بحسب صحيفة سبق.