من الآن فصاعدا احذر عند تحضير البيض، فقد تفاجأ بدلا من الوجبة اللذيذة التي تنتظرها بصيصان تصيح فوق المقلاة.
هذه ليست طرفة ولا مشهدا من فيلم كرتوني، ففي حادثة غريبة من نوعها فقست مجموعات بيض ملقاة في الصحراء السعودية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة هناك، مولدةً مجموعات كبيرة من الصيصان.
وفي تفاصيل الفيديو الذي يتداوله السعوديون قامت إحدى شركات إنتاج البيض برمي كميات كبيرة من الكراتين منتهية الصلاحية في الصحراء في درجات حرارة مرتفعة، ليتفاجأ المصور بأن البيض قد فقس وقد امتلأ المكان بصياح الصيصان.
هي حادثة غريبة قد لا يصدقها العقل البشري، وقد يدعي آخرون أنها مجرد “نكتة” لا أساس لها من الصحة، وللتأكد من صحة الفيديو أو عدمها، قال إبراهيم العسيري على “تويتر” أن الحادثة حصلت في الصين نتيجة انقلاب شاحنة دواجن، الأمر الذي دعا إلى التواصل المباشر مع مرسل الفيديو ليضيف له معلومة جديدة بأن الفيديو لحادثة حصلت في الجزائر.
بعيدا عن المكان، ما يلفت الانتباه هو الحادثة بحد ذاتها، وهل من المنطق أن تحصل فعلا، تساؤل أجاب عنه الدكتور علي الرباعي، أستاذ بيولوجيا وفسيولوجيا الخلية في قسم الأحياء بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، فلم يستبعد أن يكون الفيديو صحيحا، موضحا أن البيض غير الصالح للأكل لا يعني بالضرورة أن يكون قد فقد الحياة داخله، فارتفاع درجات الحرارة تكون بمثابة حاضنة لتفقيس البيض.
ووفقا لموقع العربية نت رجّح الرباعي أن يكون البيض الفاسد في الفيديو ملقَّحا وتوفرت له عوامل الفقس، وهي درجة الحرارة المناسبة، أي 38 درجة مئوية، والرطوبة، إضافة إلى التهوية.
من ناحية أخرى، قال الطبيب البيطري نسيم النعيمي، إن الفيديو غير منطقي نهائيا ولا يمكن استيعابه علميا، فتفقيس البيض يحتاج إلى رطوبة، إضافة إلى التحريك المستمر للبيض كل ثلاث إلى أربع ساعات إلى أن يفقس، كما يجب توفر درجة حرارة ثابتة، إذ يفقس البيض بالعادة في درجة حرارة 38.
وأضاف النعيمي أن درجات حرارة الصحراء تفوق هذه النسبة بكثير، وهو ما يؤكد وجهة نظره بأن الفيديو غير منطقي على الإطلاق، مبينا أنه من غير الممكن أن يفقس جميع البيض في نفس الوقت إلا إذا تساوى فعليا في العمر، وهو أمر مستحيل، فعلى الأقل قد تفرق ساعة أو ساعتين بين تفقيس البيضة والأخرى.النعيمي أشار إلى أن البيض ينقسم إلى نوعين، الأول هو
بيض المائدة ولا يلقَّح وهو المخصص للأكل، أما الثاني فهو بيض الأمهات، وهو البيض الملقح الذي يُستخدم في المصانع ومزارع الدواجن، مؤكدا أن الفيديو لا يمكن أن يكون صحيحا بأي حال من الأحوال، أي حتى لو كان يحتوي النوع الثاني، مرجحاً أن يكون الفيديو مزيفا.