عربية وعالمية

منذ 10 سنوات

رئيس تحرير صحيفة إيلاف عثمان العمير يكشف عن بعض أسراره وعلاقته بالملكين فهد وسلمان

بواسطة: رئيس تحرير صحيفة إيلاف عثمان العمير يكشف عن بعض أسراره وعلاقته بالملكين فهد وسلمان مزمز 2
رئيس تحرير صحيفة إيلاف عثمان العمير يكشف عن بعض أسراره وعلاقته بالملكين فهد وسلمان

othman1

استضافت الإعلامية جيزيل خوري، الصحافي عثمان العمير، ناشر ورئيس تحرير جريدة “إيلاف” الالكترونية، في برنامجها “المشهد”، الذي تبثه قناة “بي بي سي” عربية، فحدثها عن علاقاته المستقرة حينًا والشائكة حينًا آخر مع زعماء وسياسيين عرب وأجانب.
من العرب، أسهب العمير وفقا لموقع إيلاف عن علاقته بالملكين السعوديين فهد وسلمان بن عبد العزيز، والملك المغربي الحسن الثاني، بينما تحدث قليلًا عن مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، والتي يحتفظ في منزله اللندني بلوحة لها، ممهورة بتوقيعها وإهدائها.
التقى العمير بثاتشر، كما يروي، قبل أن تكون رئيسة للوزراء، “أما آخر لقاء فكان في حفل أقامه أمير الكويت، وكان منظرها مبهراً لكني شعرت بالكثير من الحنين، كي لا أقول شفقة، فلم تكن تعلم ما يجري حولها، لكنها كانت لطيفة دائمًا”.

ثمة ملك يحمينا

في العام 2006، اختارت جائزة الصحافة العربية العمير رجل العام، تقديرًا لما أنجزه في الحقل الإعلامي، منذ كان رئيسًا لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط”، حتى سمّي بـ “مردوخ العرب”. إلا أنه رفض مبتسمًا أن يُعزى كل الفضل في انتشار الصحيفة إليه، وقال: “السبب الرئيس في انتشار الشرق الأوسط لم يكن عثمان العمير، لكن كنا مجموعة متناغمة حينًا ومختلفة أحيانًا، وكانت هذه المجموعة تسعى إلى الخدمة الصحافية الحقيقية”.
حينها، بدأت علاقته بالملك فهد، وبالملك سلمان، وكان بعدُ أميرًا. يقول: “كان الملك فهد بن عبدالعزيز حريصًا على الإعلام، متابعته دقيقة، وكذلك كان الأمير سلمان حينها، ما أدى إلى ازدهار منظومة كبيرة من الصحافيين والكتّاب في لبنان والعراق”.
وبالرغم من علاقته المتينة بالملك فهد والملك سلمان، فثمة مواقف حصلت فيها خلافات، “وأنا لست محبوبًا لدى وزراء الإعلام في السعودية، وأرجو أن أكون محبوبًا لدى الوزير الحالي، وهذه الخلافات أدت إلى فصلي مرارًا، لكن الملك فهد والملك سلمان قدما لي الحماية”.
واستدرك قائلًا لخوري: “حصلت مواقف عدة مع مسؤولين، لكنها كانت تعالج بشكل دبلوماسي، ومهما اختلفنا هناك بيت يحمينا، وهناك ملك يرعانا”.

على الزجاج المكسور

بحسب العمير، أجمل ما في الإعلام السعودي هو أن الدولة هي التي أنشأت الإعلام ورعته، من دون أن ينكر وجود خطوط حمراء، التي يقول عنها إنها “سهلة، لكن الموافقة صعبة، والصحافي يمشي على الزجاج المكسور، خصوصًا في صحافة دول ليست متقدمة”.
الدولة السعودية رعت الإعلام، والعمير ارتبط طويلًا بالملك فهد، “وتعمقت علاقتنا بعد حرب الخليج، وكان حريصًا على القراءة، ويتمتع بروح صحافية في متابعته للأخبار والصحافيين، واهتم بهم، حتى أنه كان يهتم بمعارضيه، ومرة قال لغازي القضيبي: لا يهمني هؤلاء الخارجون على المملكة، لكن يهمني أولادهم، فهؤلاء سيعودون إلى المملكة مهما طال الزمان”.
أضاف العمير: “الملك فهد هو وراء كل المشاريع الإعلامية الكبرى التي نراها اليوم”.

قريب من كل الصحافيين

لا يدعي العمير قربه من الملك سلمان، “لأن الملك سلمان قريب من كل الصحافيين، ولولاه لما كانت الشرق الأوسط”.
وروى العمير: “كنت في ‘المجلة’ متحمسًا وثوريًا، فأقلت الكاتب المصري إحسان عبد القدوس، وهذا من أخطائي الكبرى. وعندما أتيت الرياض والتقيت بالملك سلمان، قال لي: وصلني أنك أقلت إحسان عبد القدوس، كان عمري 15 سنة وأرسلت له رسالة، وردّ عليّ وما زلت أحتفظ بها، فأراني الملك سلمان خطأي بكل دبلوماسية”.
ولأن لكل ملك سماته مميزاته كما يقول، روى العمير أنه كتب مرة في الشرق الأوسط مقالة بعنوان “الدولة السعودية الرابعة”… “فغضبوا مني قائلين إن الدولة واحدة لا تتغير، ولم نفاجأ بما فعله الملك سلمان من تغيير قيادات والمجيء بالشباب، وأنا أبرز مثال على ذلك حين انتقلت من شارع الصحافة في لندن إلى الشرق الأوسط”.
أضاف: “هناك تمييز ضد السعودية، وأحكام مسبقة بحقها، حتى أن تايم الأميركية توقعت انهيار السعودية في 1975، وفي الانتقال السلس الأخير، إذ حسم الموقف وفق العقلية السعودية، بقرار فاجأ فيه العالم”.

القانون البارع

في العام 1980، أجرى العمير مقابلة مع الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقة خاصة تتوطد بينهما. تسأله خوري: ما سر اختيارك أنت بالذات؟ أَكل صحافي يقابل ملكاً يصبح مقرباً منه؟ فيجيب العمير: “كانت العلاقة ناتجة من شخصية الملك وليس من شخصية الصحافي، فهناك ألف صحافي وقلة قليلة من الملوك، وهم يختارون من يريدونه”.
يصف العمير الملك المغربي الراحل الحسن الثاني بأنه واسع الاطلاع، “وعميق وقانوني بارع، وأذكر أني نشرت تقريرًا عن أولاد الرئيس المصري السابق حسني مبارك أغضب مبارك غضبًا شديدًا، وحوكمت غيابيًا في مصر، وعندما التقيت بالملك الحسن الثاني قال لي اشرح لي قانونيًا الحجج التي ستقدمها للمحكمة، وفعلت، ولم يسأل في السياسة إنما حصر أسئلته في الشق القانوني”.
أضاف: “كان الملك المغربي يسديني النصائح، يستمع أكثر مما يتكلم، وذكيًا جدًا في لمحاته، ويتميز بالكثير من الحزم، وكان معلمًا، يجلس كل صباح مع معاونيه فيطرح عليهم قضية للنقاش، يستمع إليهم ثم يدلي بدلوه، ثم يذهب للعب الغولف”.
وتذكر العمير أن الملك الحسن الثاني كان يستمع إلى أخبار بي بي سي من خلال رجل يحول هذه الأخبار إلى أشعار.
ومن الرجال الذين قابلهم العمير وأثروا فيه كان الملك الراحل حسين، ملك الأردن، الذي يقول عنه إنه رجل دولة، وملك مغامر، “بينما هناك زعماء دخلوا وخرجوا ولم أستفد من مقابلتهم شيئًا”، كالمخلوع علي صالح مثلًا.

ابن رجل هيئة

عاش العمير طفولته وترعرع في الزلفي، المدينة الصغيرة المفتوحة على النفود والصحراء. كبر في بيت ملتزم، لوالد معلم “ورجل هيئة”، أي كان والد أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان أخواله قضاة ومدرسين، لكنها كانت حياة بسيطة، إلى أن حصل التحول مع انتقاله إلى العاصمة، التي عرف فيها كيف يقرأ ويتعلم، والتي قابل فيها جنسيات أخرى.
بالرغم من أنه نشأ في منزل متشدد، يقول العمير إن السعودية لم تذهب هذا المذهب الديني المتشدد إلا مع ثورة الخميني الإسلامية في إيران.
يقول: “من مصائبنا الكبرى أن ثورة الخميني حولتنا إلى متشددين، لأنها حولت الاسلام المعتدل إلى إسلام إستشهادي، وهي السبب الأول للتشدد والانغلاق في السعودية، ولتسييس الحركات الاسلامية”.

اشترك في نشرة مزمز الإخبارية

تفقد البريد الوارد او صندوق الرسائل الغير مرغوب فيها، لإيجاد رسالة تفعيل الاشتراك

لإستقبال نشرة الأخبار، فضلاً اضف بريدك أدناه