كلاهما حامد العلي، وكلاهما درس في المدينة المنورة، وكلاهما من الكويت، وكلاهما سلفي المنهج، وكلاهما يرتدي العقال، وكلاهما بلحية متوسطة الطول، وكلاهما موقوف عن الخطابة، وكلاهما يؤيد الجهاد. أما غير ذلك، فأحدهما مطلوب دولياً، والآخر لا.
هذا مختصر ما جرى من تشويش في الكويت الأيام الماضية، عندما تشابه لدى الناس والصحف اسما حامد العلي، وكلاهما داعية، غير أن الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ذهبت إلى صورة الداعية حامد عبدالله العلي، لكونه الأشهر، والأجرأ في التعبير والدعم لتنظيم القاعدة طوال عقدين، فيما يعتبر الدكتور حامد حمد العلي، المعاقب في قرار مجلس الأمن، اسماً مغموراً أمام الأول.
وشكل ظهور الدكتور حامد العلي مفاجأة للجميع، وأحد الخبثاء يعتقد أن الشيخ حامد العلي نفسه تفاجأ أيضاً بورود اسم الدكتور عوضاً عن اسمه.
فالداعية مثير في الكويت، وتخبره أوساط “القاعدة” وأنصارها حول العالم جيداً، واسم يثير أي ملف أمني ويغنيه، فآراؤه المناصرة للتنظيم شكلت سنداً أساسياً في خطاب التنظيم وعند مروجيه عبر شبكات الإنترنت.
أما في الداخل الكويتي، فاسمه حاضر عند أي اشتباه، وغالباً ما ينجو أمنياً وقضائياً بسلامة موقفه. وأشهر تلك الحوادث ما جرى مطلع عام 2005 عندما استيقظت خلايا نائمة لتنظيم القاعدة، واشتبكت مع قوات الأمن طوال شهر يناير، إلى أن قضى عليها في الثلاثين منه، واعتقل قائدها عامر خليف العنزي، الذي توفي لاحقاً، وهو صاحب الكتيب “فصل لربك وانحر”، الذي أجاز فيه نحر الأبرياء. ليتضح أن العنزي طالب نجيب عند العلي، فأوقف الشيخ لفترة قبل إخلاء سبيله بريئاً.
ووفقا لموقع العربية نت استمر الداعية العلي، وهو أمين عام سابق للحركة السلفية في الكويت، في مواقفه الصريحة في رعايتها تنظيم القاعدة، وأذرف الدمع كتابة في نعي أبومصعب الزرقاوي، صيف عام 2006، بعنوان “الله أكبر استشهد الزرقاوي فزغردي يا سماء وأبشري بالنصر”.
والداعية حامد العلي ليس بعيداً في العمر عن الدكتور حامد العلي، فكلاهما في أول الخمسينات أو منتصفها. الفارق أن الأول ذاق مرارة السجن لسنوات، والثاني استكمل تعليمه المتقدم في بريطانيا، وأصبح أستاذاً جامعياً، فمنحه حرف الدال تمييزاً عن الشخصية الأشهر، ومكنه من المشاركة في مراجعة وصياغة مناهج تعليمية يتتلمذ عليها طلبة الكويت اليوم.
منذ سنة واحدة
منذ سنة واحدة