اتجه مجموعة من الشباب السعودي إلى ما يعرف بتقنية “الهانق آوت” التي تقدمها جوجل لمستخدميها لمناقشة قضاياهم عبر إجراء اجتماعات فيديو مجانية، وتقديم برامج حوارية تطرح موضوعات اجتماعية وثقافية وفكرية مثيرة للجدل ومواكِبةً للأحداث في المشهد المحلي.
ويناقش الشباب السعودي قضاياهم عبر “الهانق آوت”؛ مع عدد من المتحدثين، حيث يفتح المجال أمام الجميع للمداخلة والتعليق على موضوع الحلقة عبر وسوم بأسماء البرامج في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وبدأ الشباب ببث العديد من البرامج السعودية المباشرة في الآونة الأخيرة منها، ديوانية السبتية، المركاز، إلا نقدر، نقش وحوارات، حيث ناقشت موضوعات محلية جادة وجدلية.
ويرى الخبير التقني “مروان المريسي”؛ أن المتحدثين الذين تقوم برامج “الهانق آوت” باستضافتهم لاقوا نجاحا باهرا، معللًا ذلك بقدرتها على إقامة لقاءات للأشخاص من مختلف المواقع في آن واحد، ودون أي تكلفة إلى جانب بساطة متطلبات الجلسات النقاشية إذ لا تحتاج سوى الأجهزة الحديثة، وجودة الإنترنت، وحسن اختيار المكان الذي يضمن عدم تشويش الصوت والصورة.
وقال المريسي إن الاحتياجات التقنية لدى “الهانق آوت” أقل كلفة ولا تتطلب بروتوكولات الديكور الملقاة على كاهل القنوات الفضائية، مضيفا بأن تفضيل “الهانق آوت” على بقية البرامج التي تقدم خدمات مماثلة ينطلق من نظرية “أمنا جوجل” على حد تعبيره والتي تضمن تقديم خدمات أفضل من غيرها إضافة إلى سهولة مشاركة الشاشة أو ملفات اليوتيوب مع أعضاء الجلسة.
من ناحيته، تحدث مقدم برنامج “المركاز” على “الهانق آوت” عبدالله الدحيلان؛ حول فكرة البرنامج وهي “طرح قضية للحوار والمناقشة حولها عبر مجموعة أشخاص معنيين بهذه القضية أو تلك.
ووصف “الهانق آوت” بالبرنامج التفاعلي المنوع الذي يستهدف كافة الشرائح المجتمعية، مشيرًا إلى أن البرنامج شبابي قائم على جهود ذاتية؛ نظرا لكون تنفيذه لا يتطلب تكلفة مادية قد تعيق انطلاقه.
وبيّن الدحيلان أن وجود هذه البرامج عبر الإنترنت “يعطي مساحة لطرق العديد من المواضيع التي قد يتعذر تناولها تلفزيونياً إضافة إلى نوعية الضيوف التي توجه لهم دعوة للمشاركة “، مؤكدا في الوقت ذاته بأن “للتلفاز بريقه ومشاهداته العالية التي يطمح لها أي شخص يمتلك مشروعا إعلاميا أو ثقافيا لتقديمه، نظرا لوجود تركة كبيرة في الجانب الإعلاني والشعبي لا يمكن تجاوزها”.
وحول قرار مراقبة المحتوى المرئي على الإنترنت وتأثيره على سير برامج البث المباشر، فقد شبه الدحيلان الرقابة بمن يهرول خلف السراب، مشيرًا إلى أنها وبهذه الصرامة لا تنتج إلا مزيدًا من الطرق للاحتيال على مقص الرقيب.
وختم الدحيلان حديثه؛ حول ذلك بقوله: “إن الحرية تنتج أشخاصا أسوياء والغرف المظلمة تنتج متطرفين ذات اليمين وذات الشمال، وهذا ما آمل أن يتنبه له الرقيب حتى يهذب مقصه قدر الإمكان”.
أما الشاب “محمد الحاجي”؛ والذي اختار لبرنامجه اسم “نقش” فيستبعد أن يؤثر القرار على برامج البث المباشر الحالية، لافتًا إلى تقدير القائمين عليها للأعراف والقوانين والاعتماد عليها للوصول إلى جادة النقاش المثمر.
وقال الحاجي بأن بث برنامجه عبر “الهانق آوت” لا يعني تجاوز سقف الحرية المعتاد في البرامج التلفزيونية أو اليوتيوبية الأخرى، مؤكدًا أن “السقف هو وحدة المجتمع وتوعيته في حوارات ونقاشات مِن كفاءات ثقافية موضوعية تضمن سير الحديث في إطار علمي رفيع بعيداً عن المطارحات المبتذلة والمكرّرة”، منوهًا بأن استخدام البث المباشر ليس إلا محاولة لاغتنام فرصة ذهبية تقرب البعيد وتجمَع الرؤى في حوارٍ شبابيٍ أريحي بما يشبه الدردشة الخفيفة بين الأصحاب والتي تلامس وعي وعقل المشاهد أكثر من البرامج المُعدّة مُسبقًا.
المصدر: العربية نت
شاهد أيضًا:
إدراج التربية البدنية بمدارس البنات يشعل تويتر
صور: الحبحب يغزو الرياض.. وسعر الدينا يصل لـ 6500 ريال
دراسة: 8900 ريال شهرياً الحد الأدنى للأسرة السعودية لتعيش حياة كريمة
منذ سنة واحدة