بعد مقتله انكشفت أسرار كثيرة عن حياة معمر القذافي وعوالمه السرية، ومع ذلك ما زال كثير منها يستوجب الكشف، لا لإشباع الفضول في معرفة شخص قاد ليبيا لعقود طويلة وحكمها كديكتاتور لم يتردد في تصفية معارضيه في الداخل والخارج، وأن يستثمر ثروات البلاد في أعمال إرهابية مثل إسقاط الطائرات وحبك المؤامرات ضد الدول والتفكير في السيطرة على العالم العربي والقارة الأفريقية… ليس لهذا كله فحسب، بل لمراجعة تاريخه وقراءته عبر شهادات ضحاياه أو من عمل معه ليفهم العالم أي رجل كان القذافي ولماذا انتهى بالطريقة التي عرفناها؟ وهذا ما سعى إليه الوثائقي التلفزيوني البريطاني «كلب مسعور: العالم السري للقذافي».
عاش القذافي منذ وصوله إلى دفة الحكم شاباً حياة مترفة، فمعظم ثروة البلاد الكبيرة من النفط كانت تدخل إلى جيبه وتصرف البلايين منها لإشباع طموحه الشخصي وإرضاء شهوات أولاده، ولم يكن سلوكه هذا خروجاً عن مألوف سلوك الديكتاتوريات في أنحاء العالم، وبحسب وصف إحدى المحللات السياسيات الأفريقيات له «القذافي… مثله مثل كل ديكتاتوريّ العالم كان يقتل الناس بدم بارد. في البدء ادعى الثورية والبساطة، لكنه مع الوقت أظهر هوساً بالسلطة والمال. هكذا هم المتسلطون كلما ظلوا في الحكم ازدادوا قمعاً وشراسة حتى اللحظة التي تقرر فيها شعوبهم التخلص منهم، وغالباً بقتلهم».
يركز الوثائقي على ألاعيب القذافي وقدرته على إخفاء ما يخطط له في الظلمة، كما هي الحال في محاولته لإمتلاك الأسلحة الكيمياوية التي أراد استخدامها لتصفية خصومه وكان ينفي وجودها في العلن، في حين كان يعمل ويتصل سراً بتجار الأسلحة ليؤمنوا له ما يريده من أجهزة ومعدات كما قال غري كوركالا، تاجر السموم الكيمياوية، في شهادته. ويضيف: «طلب مني كميات من السموم. أراد الكثير منها لصناعة أمصال قاتلة أو رسائل ملغومة ليصفي بها خصومه». أما الخبير فرانك تيربل الذي التقى به فريق العمل سراً في كوبا، فيكشف عن دوره في تدريب إرهابيين في طرابلس وكيف غضّت الاستخبارات الأميركية النظر عن رحلاته إلى هناك لتدريب أشخاص كلّفهم القذافي في تنفيذ عمليات إرهابية، إلى جانب تزويد المشاركين فيها بالمال والسلاح. ويقول: «كان بين الواصلين إلى مكان التدريب، الفنزويلي كارلوس الملقب بـ «الضبع» وغيره من مقاتلي بعض المنظمات الفلسطينية». وعن المهمات التي كلفوا بها لتصفية معارضي النظام في الخارج والكيفية التي قتلوا فيها بعضهم، يتابع: «عرض علينا سيف الإسلام ملايين الدولارات مقابل قتل أحد المعارضين الليبيين، واشترط علينا، لاستلام المبلغ، قطع رأسه ووضعه في ثلاجة من الفلين وإرساله مباشرة إلى القذافي ليطمئن إلى أن العملية تمت بنجاح».
شهادات كثر من سجناء القذافي الذين حرص الوثائقي على زيارتهم في ليبيا بعد سقوط النظام، تكشف عن الأساليب المخيفة المستخدمة في تعذيبهم وترويعهم. أما في ما يخص برنامجه النووي الذي أراد به الهيمنة على المنطقة فتروي تفاصيلها سوزي كايسر زوجة تاجر السلاح والخبير الألماني الذي كُلف في الإعداد والتهيئة لصناعة القنبلة الذرية، إذ تقول: «لم يكن القذافي مهتماً كثيراً بالسلاح الكيمياوي في حقيقة الأمر. كان مركزاً على النووي لأن به وحده يمكنه تحقيق حلمه في السيطرة على المنطقة».
يسلط الوثائقي التلفزيوني على علاقة القذافي بالقارة الأفريقية التي أراد بعد فشله في السيطرة على العرب، واستخفافهم به وبكتابه الأخضر، تحقيق حلمه في تتويجه ملكاً عليها. لقد ضخ الملايين إلى بعض الحكّام الفاسدين فيها وعلى رأسهم الديكتاتور عيدي أمين وقدّم نفسه كمنقذ لفقرائها مستعيناً بآلة إعلامية وفّرت له بعض الشعبية هناك، لكنّ القادة أنفسهم كانوا يخافونه وعبّر كثر منهم عن خشيتهم من أن تكون نهايتهم على يديه. في المقابل كان القذافي يكره الأفارقة في داخله ويعاملهم كرق ويفضح الوثائقي تسجيلات وشهادات مقربين منه سمعوه تكراراً وهو يطلق صفة «العبيد» على الأفارقة أثناء حديثه عنهم.
يزور الوثائقي مدارس للبنات ليتأكد من صحة المعلومات التي تشير إلى ممارسات القذافي المشينة في خطف الطالبات واغتصابهن في أقبية قصره أو في الغرفة الملحقة بإحدى الجامعات والتي كان يتم فحصهن فيها قبل إرسالهن إليه وأحياناً يقوم الأطباء باخضاعهن لعمليات إجهاض اجبارية. في أحاديث مديرات بعض المدارس وسيدات اغتصبت بناتهن وهن لم يتجاوزن سن الرشد، ينكشف السلوك المرضي لشخصية ملتبسة التكوين أظهرت في سنواتها الأخيرة ميلاً جنسياً مهووساً… ويكشف عمليات التجميل لوجهه على يد أحد الجراحين البرازيليين، اقترحه عليه رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني. مقربون من القذافي أكدوا انه وفي سنواته الأخيرة صار يُكثر من تناول الحبوب المنشطة جنسياً ويقوم بزيارات غير مرتبة مسبقاً الى مدارس البنات ليختار منها بعض من يرغب بهن فيما يتولى رجال استخباراته عملية اختطافهن من الطريق.
لا ينسى الوثائقي حادثة لوكربي وتفاصيلها، لكنّ ما يصرح به علي عجيلي، أحد الذين اشتغلوا معه طويلاً ثم انشق عنه، يثير الفزع، ويبيّن مقدار استهتار القذافي بأرواح مواطنيه حين كشف انه وبسبب الحصار الذي فُرض عليه بعد إسقاط الطائرة الأميركية أراد إظهار آثاره السلبية على الليبيين فطلب من رجاله إسقاط طائرة مدنية ليبية كانت في رحلة داخلية. ويضيف: «لم تسقط الطائرة بسبب عطل فني جراء نقص في صيانة محركاتها، بل بسبب صاروخ أطلقه رجاله أصابها وقتل كل ركابها».
ممارسات مخيفة: طموح جنوني، تضخم للذات ونرجسية مرضية، قتل، تعذيب، مؤامرات واغتصاب هي جزء من العالم السري للقذافي الذي دخلته «بي بي سي» وعرضت من خلاله حقيقة «الكلب المسعور» كما سمّته.
المصدر: صحيفة الحياة
شاهد أيضاً:
مبتعثة سعودية تدفع كاتبًا أمريكيًّا إلى الدفاع عن النقاب
سجن ثلاثة رجال شرطة تورطوا في اغتصاب فتاة تونسية
صورة صدام حسين على واجهة مطعم لبناني بلندن
منذ 8 أشهر
يازين اللي واقفه يمينه .
وين القى ها الفلم ابي اشووفه
صدام حسين رحمه الله لاخلاف في انه ظالم وديكتاتور لكن سيرته بعد موته سيرة مشرفه ورجولية شتان بينه وبين القذافي وهذا دليل انه ليس كل دكتاتوري مهوس ومغتصب للفتيات ….
لو كان حياً لما قالوا هذا عنه ، انها الحقيقة المره كل حاكم يخلع اويبدل الحكم او يسقط نظام تخرج نفس السوالف بسيناريوهات مختلفة وحبكة درامية لجعله دكتاتوراً مظلماً ، الكلام كله صح وهناك الكثير لكن ماقالوا هذا الا بعد ماراح ، تجارة اعلامية مربحة .
في البدء ادعى الثورية والبساطة، لكنه مع الوقت أظهر هوساً بالسلطة والمال. هكذا هم المتسلطون كلما ظلوا في الحكم ازدادوا قمعاً وشراسة حتى اللحظة التي تقرر فيها شعوبهم التخلص منهم، وغالباً بقتلهم»
واضح ان الي كاتب الموضوع اخواني بحت كأنك تلمح ل cc
من انتمم
مانبي نفهم ولا يهمنا
الرجل مات وانتهى امره الا مع ربه
فنقطونا بالسكوت بلييزاً
ليش معترض ناس تاريخهم اسود ملعونون في الدنيا والآخره اذكروا فضايحهم لنلعنهم اكثر