ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” أنه بعد قرار الحكومة التركية حجب موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أسرع المواطنون الأتراك بالرد من خلال الشبكة نفسها. ونشر بعضهم صورة تُظهِر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وقد غرز أسنانه في الطائر الأزرق الذي يعد رمزاً للشبكة الاجتماعية، وزاد عدد التغريدات التي أرسلت بعد الحظر، الذي وقع في منتصف الليل، بنسبة 140% فوق المستويات العادية، وفقاً لبيانات قدمتها شركة براندووتش للتحليلات. وأضافت الصحيفة أن “تويتر” تمكن من التحايل على الحظر، فأخبر الأعضاء التركيين أنه باستطاعتهم إرسال التغريدات عبر الرسائل النصية، وبذلك سمح للمستهلكين بالاستمرار في استخدام خدماته.
وفي مواجهة أخرى للحظر، ارتفع عدد تحميلات الأتراك لبرنامج هوت سبوت شيلد، خدمة الشبكة الافتراضية الخاصة الأكثر شعبية في العالم، إلى 270 ألف تحميل يوم الجمعة، في حين يبلغ المعدل اليومي 7 آلاف مرة. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تحدي المستخدمين الأتراك والحجم الهائل لنشاطهم، يعدان دليلان على عدم وجود نهاية فورية للضربات التي يعانيها أردوغان في الفضاء الإلكتروني.
وأضافت الصحيفة أنه خلال سعيه لإسكات مزاعم فساد ضده وضد حكومته في فترة تسبق انتخابات محلية في 30 مارس(آذار) الجاري، عزل رئيس الوزراء التركي 7 آلاف من عناصر الشرطة من مناصبهم، وعزز سلطات الحكومة على القضاة وممثلي الادعاء العام، لكن “الإنترنت” أثبتت أنها أصعب من حيث الترويض والتطويع. ولفتت الصحيفة إلى أن “تويتر” و”يوتيوب” تم استخدامهما في نشر تسجيلات صوتية تدين أردوغان ودائرته، بما في ذلك تسجيلات يقول عنها “إنها وهمية”، لكنه اعترف بأن بعضها صحيح. ومن المتوقع أن تظهر تسريبات أكثر تفجراً قبل انتخابات هذا الشهر، ووفقاً لبعض الشائعات، من المنتظر أن تأتي مزيد من التسريبات في 25 مارس، وإذا كان الحظر التركي لـ “تويتر” أمراً مقصوداً يهدف إلى إحباط نشر مثل هذه الادعاءات، فإنه قد جاء بنتائج عكسية بشكل مذهل.
ونقلت الصحيفة عن سولي أوزيل، من جامعة قادر هاز في إسطنبول قوله:”أردوغان هارب باستمرار الآن، لا أعتقد أن لديه الوقت للتفكير، إنه يسعى لإبقاء الفضيحة خافية إلى أقصى قدر ممكن، لكنه لا يستطيع التحكم في التكنولوجيا، بدلاً من ذلك، هو يؤجج نار الشك ويجعل الجميع دائماً يترقبون الآتي في 25 من هذا الشهر”. وأضاف أوزيل أن الغرض من استهداف أردوغان “تويتر”، هو استئصال خدمة التدوين المصغرة لأسباب تتعلق بالأمن القومي، لكنه فشل في حساب مدى الولع التركي بالشبكات الاجتماعية، الذي هو في الأصل رد على وسائل الإعلام الخائفة، كما يقول كثيرون، وهو ما يعني أن لدى “تويتر” قدرة اختراق بين مستخدمي الشبكة الأتراك أكبر مما هي عليه في أي بلد آخر.
شاهد أيضاً:
أوباما: متحدون مع أوروبا لجعل روسيا تدفع ثمن تدخلها في أوكرانيا
الصين تطلب المعلومات التي جعلت ماليزيا واثقة من سقوط الطائرة بالمحيط
بالفيديو: لحظة إعلان رئيس وزراء ماليزيا عن مصير الطائرة المفقودة
منذ سنة واحدة
منذ سنة واحدة