محليات

منذ 12 سنة

السديس: الأمة خيمت عليها ظلال الفتن وتقاذفتها أمواج المحن

بواسطة: السديس: الأمة خيمت عليها ظلال الفتن وتقاذفتها أمواج المحن مزمز 2
السديس: الأمة خيمت عليها ظلال الفتن وتقاذفتها أمواج المحن

m

حث إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المسلمين في أصقاع العالم إلى الاعتصام بحبل الله، والتمسك بسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، والرجوع إلى الإسلام في كل شيء، والبعد عن المذاهب الطائفية والتصنيفات الفكرية، مؤكداً أن الرسالة الكبرى هي العمل على صيانة الأمة الإسلامية، والمحافظة على أهل السنة والجماعة في كينونتهم الكبرى، التي يكونون فيها على اختلاف مذاهبهم، تحت لواء السنة الغرّاء الذين يتبعون فيها الخلفاء الأربعة الراشدين، بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
جاء ذلك في خطبته التي ألقاها، اليوم الجمعة، بالمسجد الحرام، وقال فيها: “عندما تخيّم على الأمة ظلال الفتن، وحينما تتقاذف سفينتها أمواج المحن، تعظم حاجتها إلى رسم طريق للنجاة؛ لتصل إلى بر الأمان، وشاطئ السلام، وهذا الطريق هو لزوم السنة الغرّاء، التي تعطر الأقطار والأرجاء”.
وأضاف: “لقد بعث الله رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) بالهدى، ودين الحق، والسنة القويمة، والسيرة العطرة العظيمة، انطلاقاً من مكة المكرمة فآمن به من العرب من آمن، وهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة وأقام دولة الإسلام، فأعلى الله شأنهم، وأظهر أمرهم تحت راية القرآن، وتبعاً لرسالة محمد بن عبدالله، الرسالة السامية الخاتمة”.
وأضاف الدكتور “السديس”: “وما كانت القرون المفضلة تنقضي حتى أطلت الفتن بقرنها على الأمة، فقتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وكان هذا باب الفتنة الذي لما كُسر فُتح من دون انغلاق، ثم آل أمر هذه الأمة بعد “الفاروق” إلى عثمان بن عفان – رضي الله عنه وأرضاه – ورجعت الأمور في أيام قليلة إلى سابق عزتها وقوتها، لكن أعداء الأمة كانوا لها بالمرصاد، فبثّوا الفرقة في عهد “عثمان”، وحرّكوا العامة من المسلمين في غيرة دينية ليست على وفق السنة، فآلت بهم هذه الحماسة إلى أن يكونوا يداً للعدو المتربّص للإسلام ولأهله، فقتلوا خليفة المسلمين عثمان بن عفان”.
وقال: “بعد ذلك، آل الأمر بالاختلاف في الأمة إلى مقتل أمير المؤمنين، علي ابن أبي طالب، أبي الحسنين (رضي الله عنهم أجمعين)، واستبيحت ديار الإسلام، ومعاقل الإيمان، وقتل أهلها في أيام تعد من أسوء أيام التاريخ، ثم هدم بعدها جزء من قبلة المسلمين، واستبيح جزء منها بالمنجنيق؛ بسبب هذه الخلافات في الأمة، حيث التقى الأعداء على الكيد للإسلام وأهله”.
ومضى يقول: “لقد دارت الأيام، ومضت القرون، وظهر في هذا القرن الأخير، عزّ للإسلام، وانتشار للخير والدعوة، وارتفاع لرايات السنة والسيرة المحمدية بقوة الإسلام وأهله، وكان من أسباب ذلك ظهور ولاية هذه البلاد المباركة، وعنايتها بالسنة الغراء، حيث استتب الأمن، وعظمت رسالة الأمة، وصارت رسالة الإسلام، وقبلة المسلمين للناس قاطبة.
مشيراً إلى أن هذه البلاد المباركة ستظل – بفضل الله – أولاً ثم برعاية بلاد الحرمين الشريفين، وبتآلف ولاة المسلمين وعلمائهم قوة راسخة شامخة، هذه القوة أقضّت مضاجع الأعداء في زمننا من جديد، فرجع العداء كسابقه في القرون الأولى إلى ما كان عليه، من الرغبة في تفتيت هذه الأمة وتشرذمها، بدءاً بتفتيت دول المشرق العربي، وجعلها طوائف وأحزاباً يخالف بعضها بعضاً، ويقتل بعضها بعضاً، ثم تفتيت أهل السنة والجماعة، وبثّ الفرقة فيهم كما بثّت في عهد الخليفة عثمان (رضي الله عنه)، وحتى يلقى المسلمون ما لقي أسلافهم من ظهور الخوارج، وظهور الفرق المختلفة، حتى أصبح المسلمون شيعاً متفرقين، وتتفتت هذه القوة العربية والإسلامية من جديد، وتضعف شوكة أهل السنة والجماعة التي تفل الحديد”.
وأكّد أنه من المؤلم حقاً، أن نرى أقواماً من أبناء الملة في أعقاب الزمن والخلف، قد فرطوا فيما كان عليه منهج السلف، فاستقوا كثيراً من مشارب أهل الزيغ والضلال، وخالفوا الأسلاف النجباء، ومنهجهم البّين الوضاء، فقذفوا بأنفسهم في أحضان الفتن العمياء الهوجاء، وزجّوا ببعض أبناء الأمة إلى بؤر الفتن والصراع تحت رايات عمياء، ودعوات جاهلية في بعد واضح عن الاعتدال والوسطية، وتشويه لشعيرة الجهاد في سبيل الله، ذروة سنام الإسلام وضوابطه الشرعية.
بل وأغروهم ببعض الأعمال الإرهابية، من تدمير للممتلكات، وتفجير للمساجد، والجامعات، والمستشفيات، مخالفين بذلك صحيح المنقول، وصريح المعقول، ومنهج السلف المصقول، من دون مراعاة لمقاصد الشريعة، لافتاً النظر إلى أن هذا هو عين اتباع الهوى، ونائبة النوائب.
وأوضح أن بلادنا المباركة، وهي تحمل لواء الدفاع عن منهج سلف هذه الأمة، بل وعن قضايا العرب والمسلمين، لتحتم على نفسها أن تحمي حوزة الإسلام عامة، وحوزة أهل السنة والجماعة خاصة، فإن مسؤولية الإسلام وأهله، والدفاع عنه منوطة بولاة الأمر؛ لأن البيعة منعقدة فيهم ولهم وهم الأدرى بما يحوط الإسلام وأهله، وما يدفع الخطر عن هذه الأمة الإسلامية.
وقال فضيلته: إن هذه الآمال العريضة التي نعيش فيها، في ظل السيرة والسنة، لتبعث في نفوسنا التفاؤل والعزم الأكيد، على نصرة هذا الدين والسنة المطهرة، والوقوف مع دولتنا دولة الإسلام والسنة؛ لحماية البقية الباقية من قوة الأمة، وحماية الموطن الأساسي، والقبلة لأهل الإسلام بعامة، في رايات للسنة مرفوعة، وأعلام للسيرة منشورة، مهما تكثر التحديات، وتعظم الابتلاءات.

المصدر: سبق

شاهد أيضاً:
فيديو: هدم فندق ضخم مجاور للحرم المكي في أقل من 5 ثوانٍ
إسلام فتاة كندية على يد داعية سعودي قبل ليلة زواجها
وسم الطفلة لمى يتصدر قائمة الهاشتاقات الأكثر نشاطاً

اشترك في نشرة مزمز الإخبارية

تفقد البريد الوارد او صندوق الرسائل الغير مرغوب فيها، لإيجاد رسالة تفعيل الاشتراك

لإستقبال نشرة الأخبار، فضلاً اضف بريدك أدناه