يقضي الكثير منا وقتًا على استخدام هواتفنا والأجهزة اللوحية خلال فترة النوم، وهذا يثير قلقًا بين المتخصصين في الصحة.
وحسب الدكتورة ميليسا ميلاناك، أستاذة متخصصة في صحة النوم في جامعة ساوث كارولينا الطبية، فإن الدماغ يحتاج إلى الراحة قبل النوم ليحصل على نوم عميق يساعد الجسم في أداء وظائفه بشكل جيد.
وتشبه ميلاناك هذه الوضعية بموضوع وضع طبق خزفي ساخن مباشرة في الثلاجة، حيث يحتاج الطبق ليبرد ويهدأ قبل أن يتم وضعه في الثلاجة.
وتشير الأبحاث إلى أن استخدام الهواتف الذكية قبل النوم يؤثر على ساعة النوم البيولوجية وإنتاج الهرمونات المسؤولة عن النوم العميق.
وفي الواقع، يرتبط قلة النوم بالقلق والسمنة وتأثيرات سلبية أخرى، وتؤدي الهواتف الذكية إلى زيادة هذه المشاكل. وتقول الدكتورة ليزا شتراوس، عالمة نفس متخصصة في علاج اضطرابات النوم، إنه هناك العديد من الطرق التي تؤثر بها الهواتف الذكية على النوم.
على سبيل المثال، يعتبر الدماغ الإضاءة الكهربائية التي تنبعث من الهواتف الذكية مشابهة لأشعة الشمس، وتعطل إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن النوم العميق. بالإضافة إلى ذلك، استخدام الهواتف الذكية لتصفح الأخبار أو البريد الإلكتروني أو مشاهدة مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الإجهاد التقني وزيادة التحفيز العقلي. وتشير شتراوس إلى أن الكثير من الأشخاص يصبحون مدمنين على مشاهدة مقاطع الفيديو، وهذا يؤثر سلبًا على جودة النوم.
لذا، يُنصح بتغيير الروتين اليومي للنوم وتجنب استخدام الهاتف الذكي في السرير.
ويُنصح بإيجاد سلوكيات بديلة مكافئة مثل القراءة، أو اتخاذ حمام دافئ قبل النوم، أو الاستماع إلى بودكاست، أو التخطيط لليوم التالي مثل تحضير وجبات الإفطار للأطفال أو قممارسة تمارين الاسترخاء قبل النوم.
ومن الجيد أيضًا تحديد وقت محدد لترك الهاتف الذكي قبل النوم، مثلاً ساعة واحدة أو نصف ساعة قبل النوم، ووضع الهاتف في مكان بعيد عن متناول اليد، مثل خارج الغرفة أو في درج التخزين.
هناك أيضًا بعض التطبيقات والإعدادات على الهواتف الذكية يمكن استخدامها للمساعدة في تقليل تأثير الهاتف على النوم. بعض الهواتف توفر وضعًا ليليًا يقلل من الإضاءة الزرقاء الضارة التي تنبعث من الشاشة، وبعض التطبيقات تسمح لك بتعيين وقت تلقي إشعارات الهاتف لتجنب التشتت قبل النوم.
أحمد حسن 
