منذ 12 سنة
رئيس رابطة دوري المحترفين يتجاهل كبار الدوريات وينصب السعودي رابعاً عالمياً
أثار السعودي محمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين السعودي موجة من الإستغراب داخل الأوساط السعودية خاصة والعربية عامة، عندما أعلن أن هيئة الدوري السعودي قد أبرم عقد رعاية يعد هو الرابع عالمياً بعد الدوري الإنكليزي والإسباني والتركي، متجاوزاً بذلك دوريات لها سمعتها وثقلها على الخارطة العالمية والأوروبية كالدوري الإيطالي والألماني والفرنسي. ففور أن أعلنت رابطة الدوري السعودي عبر بيان رسمي عن إبرام عقد رعاية مع شركة شركة عبداللطيف جميل المحدودة لرعاية دوري الدرجة الممتازة إعتباراً من الموسم القادم ولمدة ستة مواسم قادمة، فوجئ الكثير من متابعي الدوري السعودي والدوريات العالمية حين أكدت الرابطة في سياق الإعلان أن عقد الرعاية يعتبر من أعلى عقود الرعاية في الدوريات العالمية. البيان قال بأن الدوري الإنكليزي يأتي في المقدمة ومن ثم الدوري الإسباني والتركي فالسعودي ، وأضافت الرابطة في السياق “أنه بفضل الجهد المبذول من قبل مجلس إدارة الرابطة والثقة التي يحظى بها من الشركات العالمية وبجهد من شركة صلة المسوقة والمشغلة تم بيع نسبة الرابطة من اللوحات الإعلانية والبالغة 25% من لوحات الملاعب بقيمة وقدرها 120 مليون ريال (32 مليون دولار) للراعي الرئيسي والرعاة المشاركين (طيران الإمارات ، بيبسي كولا العالمية) ويعتبر هذا المبلغ من أعلى المبالغ التي تم تحقيقها على مستوى العالم حسب المساحة المباعة”.
وإعتمد المسؤول السعودي على جزئية واحدة من عدد الأجزاء التي تشكل منظومة التسويق في صناعة كرة القدم، حيث تجاهل حقوق النقل التلفزيوني وهي من أهم وأعلى معايير تقييم الدوري في سوق الرعاية. ولذلك كان هذا التصريح غير دقيق من حيث واقع دوريات أوروبا وآسيا المتقدمة مثل اليابان، إذ لا تزال الملاعب الألمانية و الفرنسية و الإيطالية تدر أرباحاً طائلة على الأندية بفضل بطولة الدوري التي حافظت على مستوياتها الفنية رغم تناقص الأسماء اللامعة مقارنة بالدوري في إنكلترا وإسبانيا الأكثر دخلاً في العالم . ويعود مصدر تلك الأرباح من خلال حقوق البث التلفزيوني و عقود الرعاية و الإعلانات في ملاعبها، إذ نجحت الروابط الوطنية في إبرام صفقات كبيرة مع كبرى القنوات و الشركات متبعة إستراتيجية قائمة على إبرام عقود رعاية على المدى المتوسط لا تزيد مدتها عن الثلاث مواسم لا تجدد إلا بعد رفع نسبة الأرباح و لا تجدد إلا بعد طرح المنتج في السوق للمنافسة بين مختلف الرعاة، كما أنها تلجأ إلى تنويع الرعاة و تفادي إحتكار شركة واحدة مما يرفع من نسبة المداخيل حيث أن كل راع لا يدفع أقل من عشر ملايين يورو في الموسم الواحد في أسوء الأحوال و هو أمر غير موجود في الملاعب العربية حيث الرعاية محتكرة من قبل عدد محدد من الشركات تنال أكثر بكثير مما تمنحه.
كما إستفادت الأندية أيضاً من حقوق بيع أسماء ملاعبها لنفس خاصة لشركة التأمين إليانز آرينا التي تدر على الدوري الألماني بريع كبير شأنها في ذلك شأن شركات الخمور التي تمتلك مساحات هامة تستغلها للإعلانات لمنتجاتها في الملاعب. ووفقا لدرسات مالية فان الدوري الألماني هو الأكثر نمواً في السنوات الأخيرة و ترشحه ليكون الأغلى في قادم السنوات في حال حافظ على إيقاع النمو الحالي خاصة مع النتائج الجيدة التي يسجلها ممثلوه على الصعيد القاري في مسابقة دوري أبطال أوروبا و لا يستبعد أن يرتقي إلى الصدارة متفوقاً على الإنكليزي الممتاز بعدما أصبح قبلة للرعاة الكبار في العالم.
أما الدوري الإيطالي و رغم تراجع مكانته مقارنة بما كانت عليه في الثمانينات و التسعينات إلا أن ذلك التراجع لم يبلغ بعد درجة الإفلاس بل لا تزال ملاعب الكالتشيو تتمتع بقدرتها على إستقطاب رعاة من الطراز العالي تحاول توظيف عراقة الدوري هناك و تاريخ الأندية خاصة الرباعي الكبير أندية ميلان و انتر ميلان و يوفنتوس و روما و هو ما تجسد في المنافسة الشرسة بين المؤسسات التلفزيونية للظفر بحقوق بث مبارياته مهما بلغت قيمتها إدراكا منها بقدرتها على تدارك تلك المبالغ الطائلة.
و لا يزال الكالتشيو يحقق أرباحا هامة هو الأخر تجعله يحتفظ بترتيبه القاري كواحد من الدوريات الأربعة الأقوى و الأكبر و الأشهر فنياً و أيضا مالياً، و إذا أخذنا بعين الاعتبار فقط حقوق البث التلفزيوني فإن الكالتشيو يحتل المركز الثاني أوروبيا بعد الدوري الإنكليزي من حيث بيع الحقوق على المستوى الداخلي، فقد حصلت قناة سكاي الإيطالية على حق بث مباريات الموسم الحالي بعدما دفعت مبلغ 558 مليون يورو و مبلغ 561 مليون للموسم القادم و 564 للموسم الذي يلي كأس العالم تضاف إليها نسبة 5 في المائة و هي تمثل مبلغ ضخم يتمثل في حقوق بث أرشيف الدوري، و يحتل الكالتشيو المركز الثاني عالمياً من حيث عائدات البث بعد الإنكليزي.
أما في فرنسا و رغم المتاعب الاقتصادية الكبيرة التي أفرزتها أزمة 2008 إلا ان الملاعب تزال صامدة في وجه الإفلاس و لا تزال ملاعب الليغ الممتازة القبلة المفضلة للإعلانات ، و مع استقدام باريس سان جيرمان لألمع النجوم على غرار الإنكليزي دافيد بيكهام و السويدي زلاتان ابراهيموفيتش و العودة المرتقبة لنادي الامارة موناكو لأجواء الممتاز فانه يرجح أن تدر الملاعب الفرنسية أرباحا خيالية رغم ضريبة الأثرياء التي ينوي الرئيس فرانسوا هولاند فرضها على الأندية.
و تزداد تلك الأرباح مع إرتفاع حدة المنافسة بين عدة أندية على التاج الفرنسي، ومع دخول رعاة أجانب حلبة المنافسة على حقوق البث و الرعاية على غرار قناة الجزيرة الرياضية كما أصبحت الأندية الفرنسية تسيل لعاب كبار المستثمرين الأجانب تماماً مثلما هو حال الأندية الإنكليزية إذ يرتقب أن تنتقل ملكية اغلبها لأثرياء أجانب بداية من الموسم المقبل، وتجسد ذلك بشكل واضح في حقوق البث التي تعتبر أهم المعايير المعتمدة لقياس النجاح المالي لأي دوري في العالم ، إذ يحتل الدوري الفرنسي المرتبة الثالثة بعد الإنكليزي والإيطالي بمبلغ 2 مليار و672 مليون يورو وفق عقد يمتد من الموسم 2008-2009 و ينتهي بنهاية الموسم الحالي ، أي بمعدل يفوق النصف مليار يورو للموسم الواحد و هو ما يؤكد القيمة الفنية و الجماهيرية للدوري و التي إنعكست بالإيجاب على مكانته عند الشركات الراعية رغم أن التشريعات الفرنسية تحظر الإعلان لشركات الخمور في الملاعب وهو ما يجعلها تفقد عقود رعاية هامة مقارنة بما هو موجود في العديد من الملاعب الأوروبية.
شاهد أيضاً:
محمد الشيخ: مخططات وفضائح في ركاء ستهز الوسط الرياضي!
العداء يوسف مسرحي يتأهل لمونديال موسكو برقم عالميّ جديد
شاهد دخول محمد نور لأول تمرين مع النصر
منذ سنة واحدة
منذ سنة واحدة