ناجية “قنبلة هيروشيما”.. ماذا عساها تكون قد رَوَت لولي العهد عن هول الكارثة؟

لا يُعرَف على وجه القطع ماذا قالت الناجية اليابانية من القصف النووي الذي تعرضت له مدينة هيروشيما في أغسطس (آب) 1945 لولي العهد، أثناء سردها له روايتها عن الأحداث التي شهدتها المدنية قبل وبعد القصف الأمريكي لها؟ فما أتيح من معلومات عن اللقاء يقتصر على استماع ولي العهد لشهادتها عن تلك الأحداث المرعبة خلال زيارته لمتحف هيروشيما التذكاري للسلام، اليوم (الأحد). ومن المرجح أن الناجية حدّثت ولي العهد عن الأجواء التي سادت المدينة قبل تعرضها للقصف النووي، والتي تشير المعلومات إلى أنه على الرغم من رصد الرادارات اليابانية للطائرات الثلاث التي نفذت الضربة قبل ساعة من القصف، إلا أن العسكريين اليابانيين لم يتوقعوا حدوث ضربة، واعتقدوا أن الطائرات الأمريكية في رحلة استطلاعية فقط.

وتذكر الوثائق التي نقلت عنها “ويكيبيديا” أن المسؤولين اليابانيين أوقفوا البث الإذاعي في مدن كثيرة من بينها مدينة هيروشيما، بعد رصد الطائرات المهاجمة، كما حددت الرادارات المنصوبة في هيروشيما عدد الطائرات القادمة وقدرت عددها بثلاث طائرات على الأكثر، وبناء على ذلك جرى رفع حالة التأهب، ورغم كل هذه الإجراءات والمؤشرات الدالة على وجود خطر، فإن المسؤولين اليابانيين قرروا عدم اعتراض الطائرات حفاظاً على الوقود والطائرات التي يملكونها، واكتفوا بتحذير سكان المدينة عبر الإذاعة بالذهاب إلى الملاجئ إذا شاهدوا الطائرات الأمريكية.

ومن المتوقع أن تكون الناجية قد حدثت ولي العهد عن لحظة القصف الرهيبة، التي زلزلت المدينة وحولت أجواءها إلى كرة من اللهب والرماد المعتم؛ إذ توضح المعلومات أن القنبلة الذرية التي ألقيت عند الثامنة وربع من صباح السادس من أغسطس، انحرفت عن الهدف المحدد لها؛ وهو جسر أيوي قرابة 240 متراً، وسقطت على عيادة شيما للجراحة، وكلاهما في وسط مدينة هيروشيما، ونتج عن سقوطها انفجار يعادل 13كيلوطن من مادة “تي إن تي”، ودمار بلغ نصف قطر دائرته 1.6 كيلومتر،؛ ما تسبب في مقتل وتفحم أجساد ما بين 70 إلى 80 ألف ياباني على الفور، كانوا يشكلون 30 في المئة من سكان هيروشيما وقتئذ، وإصابة 70 ألفًا آخرين.