من كان يصدق في السابق أن مسافات السفر التي كان يقطعها الرحالة هي مجرد القليل من الأميال، إذا كنت تحب أن تعيش تجربة السفر التي كان يعيشها المسافرون في العصور القديمة وتجرب الابتعاد عن الحضارة، فالحل هو أن تسافر إلى أحد هذه المناطق النائية التي لم يسمح أهلها لصخب الحضارة بالدخول إلى حياتهم وعاداتهم اليومية.
وطبعاً لا تظن أنك ستسافر باستخدام الطائرة عليك أن تكون مستعداً للإبحار لعدة أيام في المحيط، وتسلق الجبال، أو الغوص إلى أعماق الأخاديد، وأيضاً لا تتوقع أن تجد محلات بقالة أو مولات أو شبكة إنترنت، حتى أن العملة هناك ليست ذات قيمة.
جمعنا لكم قائمة بمجموعة من الأماكن التي ستمنحك مغامرة هادئة وخاصة:
جزيرة بالميرستون جزيرة مرجانية وسط جزر كوك في المحيط الهادئ، اكتشفها الكابتن جيمس كوك، وأطلق عليها اسم هنري تيمبل، وبعد ذلك أصبحت الفيكونت بالمرستون.
يمكن لجميع السكان البالغ عددهم 62 نسمة أن يستخدموا بعض وسائل الراحة الحديثة مثل محطة الهاتف والكهرباء لساعتين في اليوم، والإنترنت ساعتين في اليوم، لكن ليس أكثر من ذلك.
لا يوجد مطار أو سفن شحن تزور الجزيرة إلا مرة واحدة أو مرتين في السنة فقط وفي إحداها يمكنك أن تدخل إلى الجزيرة أو تخرج منها، لا يوجد متاجر لكن هذا يعتبر أمر جيد لأنه لا يتم استخدام الاموال هنا أيضاً، ستجد شارعاً واحداً وكنيسة واحدة وشرطياً واحداً والكثير من الأسماك وجوز الهند.
هذا هو المكان الذي سجن فيه البريطانيون نابليون في المنفى حتى توفي عام 1821، ولا عجب في ذلك لأن الجزيرة البركانية تقع في المحيط الأطلسي على بعد 2500 ميل من البرازيل و 1210 ميلاً من أنغولا.
اكتشفت الجزيرة في عام 1502 من قبل جواو دا نوفا الملاح البرتغالي الذي أطلق على الجزيرة اسم هيلانة القسطنطينية، منذ ذلك الحين أصبحت محطة للسفن التي تبحر إلى أوروبا من آسيا وجنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من أن الجزيرة بعيدة للغاية إلا أنه يعيش فيها 4.088 مستوطن وجندي وأحفاد السكان الأصليين الذين يطلقون على هذا المكان “البيت”، لا تتوقع أن تجد هناك كهرباء أو انترنت أو مطار حديث.
ويعرف أيضاً باسم بارو، واحدة من بلدات مجتمعات الشمال الموجودة على الأررض، وتعني كلمة أوتجياجيك مكان تجمع الجذور، لا تقلق يمكنك الوصول إلى هناك بالطائرة ولكن تأكد من حزم الكثير من الأوشحة لأن الشتاء يكون في أغلب أيام العام هناك، وفي الأيام الحارة يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 32 درجة فهرنهايت بينما تنخفض في أيام البرد إلى 30 درجة فهرنهايت.
إذا أتيت بين نوفمبر ويناير، فلا تتوقع رؤية ضوء النهار، يدعوا السكان المحليين هذه الظاهرة بالليلة القطبية، لكن إن كنت تريد الابتعاد عن الحضارة تأكد أنك ستحب المكان جداً.
تقع قرية سوباي في أعماق هافاسو كانيون، بالقرب من جراند كانيون، وهي عاصمة هافاسوباي الهندية يبلغ عدد سكانها 208 نسمة، إذا كنت ترغب في الوصول إلى هناك، فاستعد لرحلة طويلة عبر الطرق التي تؤدي إلى سوباي، يمكنك الوصول إلى هناك فقط باستخدام طائرات الهليوكبتر أو قطع مسافة 8 أميال سيراً على الأقدام أو باستخدام البغال، إن الوصول إلى هناك صعب للغاية، وقد وصفتها وزارة الزراعة في الولايات المحدة بأنها واحدة من أكثر المجتمعات النائية.
لكن هل الأمر يستحق كل هذا العناء، نعم أنت ستكافأ بأن تكون في أكثر الأماكن هدوءاُ على وجه الأرض، ستعيش مع السكان بين المزارع وتمارس معهم رياضة الصيد، وستشاهد الشلالات الطبيعية التي توفر لهم مياه نظيفة، لا تقلق يمكنك التواصل مع العالم الخارجي، فلدى القرية طريقة مميزة للتواصل مع العالم فهي تتلقى بريدها عن طريق البغال.
تقع بين البيرو ونيوزلندا وتعتبر الولاية الأقل شعبية على وجه الأرض يعيش فيها فقط 50 شخصاً، ستشعر أنك بين عائلتك من القراصنة هناك، ويعيش سكان البلدة على السياحة والزراعة وانتاج العسل.
بذلت الحكومة لمحاولة محاربة خطر الانقراض العديد من المحاولات لجذب المهاجرين، لكن كل جهودهم باءت بالفشل، إذا كنت تبحث عن العزلة والهدوء فلا تفكر في أي مكان آخر.
واحة سيوة تم عزل هذا الجوهرة الخفية لعدة قرون في وسط الصحراء الغربية في مصر، وتقع تحت مستوى سطح البحر، على بعد 50 كم من الحدود الليبية وحوالي 560 كم من القاهرة.
وللوصول إلى هناك يجب أن تقفز على متن حافلة طوال الليل أو استئجار سيارة نظرًا لبعدهم، تمكن السكان الأصليون من الحفاظ على ثقافتهم البربرية ولغة سيوان، مما جعلها ثقافة لم تسمع عنها تقريبًا في الوقت الحاضر.
وبالتأكيد لن تتمكن من الحصول على إشارة هاتفية قوية هناك، لكن يمكنك قضاء اليوم في الاستمتاع ببساتين النخيل والاستماع إلى صوت الطيور الرنانة، والغطس في نبع حمام كليوباترا المعدني، وزيارة معبد أمون، كل ذلك أثناء تناول التمر والزيتون المزروعة محليًا، انها الواحة الأكثر عزلة.
تريستان دا كونا الجزيرة الأبعد على هذا الكوكب تقع في المحيط الأطلسي ويبلغ عدد سكانه 247 شخصًا فقط، لا يوجد فيها مطار لذا فالسبيل الوحيد للوصول إلى هناك هو رحلة لمدة 6 أيام بالقارب وعليك أن تغادر من جنوب إفريقيا.
قام المستكشف البرتغالي تريستاو دا باكتشاف الجزيرة لأول مرة في عام 1506 وأطلق عليها اسمه، ولكن في الستينيات من القرن التاسع عشر، ضمت المملكة المتحدة الجزيرة إلى أراضيها.
ليس لدى السكان هناك كهرباء، لكنهم يستمتعون بمسرح ومقهى ومتجر للبقالة، وعليك فقط أن تتحلى بروح مغامرًا للمجيء إلى هنا، وتقع البلدة على تنورات البركان التي اندلعت آخر مرة في عام 1961.
جزيرة اصطناعية قبالة الساحل الكولومبي وتعتبر الجزيرة الأكثر كثافة سكانية في العالم، يعيش هناك ما بين 900 و 1200 شخص يعيشون على أرض تبلغ مساحتها حوالي ضعفي مساحة ملعب كرة القدم.
لن تشعر بالوحدة هنا ولكنك ستضطر بالتأكيد إلى قضاء بعض الوقت بعيدًا عن الراحة الحديثة. لا توجد مياه صالحة للشرب ولا مياه صرف صحي ما يعني أنك ستواجه بعض المشاكل مع القمامة والتلوث.
ومع ذلك فإن السكان يعملون بجد لتلافي كل أشكال التلوث عن طريق برامج إعادة التدوير والرعاية البيئية، ويستخدمون الألواح الشمسية للحصول على الكهرباء، لذلك هم في طريقهم للتطور.
ستستمتع بهذه الجزيرة الخالية من الجرائم، لا يوجد رجال شرطة لأن الناس ينشرون ثقافة الأخلاق في المجتمع على أكمل وجه، الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية هنا عالي جداً.
لكن انتبه إذا كنت تنوي الذهاب إلى هناك فعليك أن تسرع وتجعل هذا هو وجهتك السياحية التالية، لأن الجزيرة تتعرض لخطر الغرق نظراً لارتفاع مستوى سطح البحر.
يمكن أن تحصل على هدوء شديد هنا على “سطح العالم”، في تشانغتانج ، التي تقع على ارتفاع أكثر من 15000 قدم فوق مستوى سطح البحر، مما يجعلها المكان الأعلى في هضبة التبت.
وهي موطن لسكان تشنغبا ، وهي قبيلة بدوية تعيش فيها وترعى الماشية، البيئة صعبة للغاية لممارسة الزراعة، لكنهم يحصلون على ما يحتاجون إليه من خلال التجارة الصغيرة.
يعمل سكان البلدة على تتبادل السلع الحيوانية مثل الجبن والحليب والكشمير، والحبوب والأواني والسكاكين وغيرها من المنتجات الحديثة والمفيدة، الحياة البرية استثنائية فستجد هناك الدببة البنية، والنمور الثلجية، واليانغ (الحمير البرية)، والياك البري وهو رمز تبتي وهو سبب وضع البلدة ضمن معالم محمية التبت.
منذ سنة واحدة
غادة سلمي 
