منذ 7 سنوات
تندرج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الثلاثاء) إلى منطقة القصيم، ضمن جولة تشمل عدداً من المناطق الأخرى في المملكة، في إطار الأساليب المتبعة من قبل الأسرة الحاكمة السعودية في إدارة وتسيير شؤون الدولة في المملكة، ولا يتضمن أسلوب “الزيارات الملكية” في الأساس سوى أهداف تتصل بالإشراف، والمتابعة، وتفقد حاجات المواطنين، بشكل مباشر لا حواجز فيه، ولا وسائط، بين الملك والمواطنين.
ويعود الفضل في إرساء هذا النهج في إدارة شؤون الدولة إلى الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه، الذي كان يحرص على زيارة مناطق المملكة المختلفة، وتأسى به من بعده أبناؤه الملوك حتى أصبح ذلك النهج أسلوباً راسخاً في إدارة شؤون الدولة، ومن خلال التجربة التاريخية حقق هذا النهج العديد من المزايا والأهداف، التي انعكست بالإيجاب على عملية التنمية في مناطق المملكة.
ومن هذه الأهداف والمزايا، أن الزيارات الملكية تعد وسيلة ناجعة في تكريس منهجية التوازن التنموي بين مناطق المملكة؛ لأن الزيارات الملكية غالباً ما تقترن بافتتاح مشاريع، وقرارات بتشييد أخرى من خلال التجاوب مع حاجات المواطنين في كل منطقة أثناء لقاءاتهم مع الملك، ما يستتبع موافقة الملك على تشييد ما يلبي هذه الحاجات من مشروعات ومؤسسات خدمية.
وتحقق الزيارات الملكية لأبناء المناطق ميزتي الإشراف والمتابعة المباشرتين من خلال الوقوف الميداني للملك على المشروعات والبرامج التنموية، التي يجري إنشاؤها في المناطق، واطلاعه على العقبات والصعوبات التي تواجه تنفيذها، وإصداره قرارات تزيل هذه الصعوبات وتعالجها، وتحظى هاتان الميزتان بفرص تحقق كبيرة خلال الجولة الحالية للملك سلمان على عدد من المناطق، التي يرافقه فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ ما سيضاعف نطاق الإشراف والمتابعة المباشرتين على المشروعات.
وتساهم الزيارات الملكية في كسر الحواجز وتذويب المسافات بين المواطنين ومؤسسة الحكم، ما ينعكس بالإيجاب على تحقيق متطلبات المواطنين وتيسير شؤونهم، وليس أدل على تحقق هذه الميزة بالفعل في واقع المواطنين السعوديين من المقولة الخالدة للملك سلمان إلى المواطنين السعوديين: “أبوابنا مفتوحة وهواتفنا مفتوحة وآذاننا صاغية لكل مواطن، ورحم الله من أهدى إلي عيوبي، إذا رأيتم أو رأى إخواني المواطنون، وهم يسمعونني الآن، أي شيء فيه مصلحة لدينكم قبل كل شيء ولبلادكم بلاد الحرمين الشريفين الذين نحن كلنا خدام لها، فأهلاً وسهلاً بكم”.
وتجسد الزيارات الملكية إلى المناطق من ناحية أخرى، عمق العلاقة بين ملوك البلاد ومواطنيها، وقوة التلاحم بينهما، وتشير في الوقت نفسه إلى أن القيادة تضع المواطنين السعوديين في صدارة أولوياتها، بما ينعكس على تقوية الجبهة الداخلية للوطن، والاحتشاد في وجه أي عدوان أو اعتداء خارجي قد يتعرض له، وهو ما ظهر بجلاء في كثير من التحديات التي واجهتها المملكة.
منذ سنة واحدة