أدى تشكُّل المياه المحتجزة في سد وادي بيش على هيئة جناحَيْ طائر إلىتسميته بالسد الطائر مؤخرًا، وهو الذي فاضت المياه من فوقه نهاية الأسبوع الماضي من جراء احتجاز كميات كبيرة داخله، وكذلك حجم المياه التي صبت فيه من مختلفة الأودية؛ ما تسبب في فيضانه وغرق قرى محافظتَيْ بيش وصبيا، واحتجاز سكانهما.
وبحسب صحيفة سبق يعد سد بيش ثاني أكبر سد في السعودية، ويقدر طول الوادي التابع له بـ١٤٥ كلم. ويصب في وادي بيش أكثرمن ٩٠ واديًا. ولطالما كانت تشكل البحيرة رعبًا لمحافظتي بيش وصبيا بسبب ارتفاع منسوب المياه فيها؛ إذ يصل حجم المياه فيها لـ١٠٠مليون متر مكعب، وذلك بعد أن كان الوادي بحد ذاته رعبًا للأهالي بقصصه المأساوية التي أحدثها على مر عقود.
وفي 2004 قبل أن تضع وزارة المياه أساسات سدها في وادي بيش سُجِّلت ذكرى دمار من جراء الوادي بسبب أمطار غزيرة في تلك الأيام، وكان للسدود الترابية الكبيرة “العقوم” عامل مؤثر في تضرر منازل المواطنين في محافظة بيش وأطراف محافظة صبيا، وجُرفت الطرق والمعدات، وراح ضحايا كثر في الوادي؛ فكانت أحداث لا ينساها الأهالي الذين عاصروها.
ويقول الأهالي: مشاهد طيران الأمن هذا اليوم والمعدات وإجلاء السكان.. كأنها تتكرر، وتلف شريط ذكرى أحداث السيول في 1424، عندما دهمنا وادي بيش، ومر على كل القرى بجوار مجراه، وغمرها، وعندما جرف سيارات الشرطة والمواطنين، ودخل إلىأسواق بيش وقراها، حتى توقف في البحر الأحمر.
وتابعوا: هي الأحداث نفسها في الذكرى، لا تتغيرإطلاقًا، قبل وبعد السد؛ فالحال نفسها، بل قد تكون الحال أهون عندما تكون بلا سد، أو يكون مفتوحًا؛ حتى لا تتجمع المياه بهذه الكميات الضخمة التي تسببت فيأضرار جسيمة وحصار للمواطنين.
وعاد وادي بيش، بعد فيضانه من أعلى السد إلى مجاريه القديمة بتفرعاتها مقتحمًا السدود الترابية والطرقات والمزارع، كاشفًا عن سوء التخطيط للطرقات التي وُضعت في طريقه دون أن يُحسب حساب لجريانه في يومٍ مثل هذا.
منذ 4 أسابيع
نورهان صبرة 
