فجّر المسؤول الشرعي السابق لجبهة النصرة -فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام- أبو مارية القحطاني، والملقب بـ”البقال الخائن”، مفاجأة كبرى عندما اتهم تنظيم “الإخوان المسلمين” الإرهابي بالتحالف مع “البعث”؛ لتشكيل تنظيم “داعش”، وسحب البساط من تحت قدمي تنظيم القاعدة في العراق.
وأعلن “أبو مارية”، عبر 35 تغريدة نشرها على “تويتر” تحت عنوان “من الغريب ميسرة إلى ميسرة الغريب”، أنه قرر الحديث وفضح كل ما عنده من أسرار عن صراعات القاعدة في العراق وكيفية تحولها إلى تنظيم “داعش” الذي أصبح تحت سيطرة كبار قادة البعث وكبار تنظيم “الإخوان المسلمين”.
وبحسب موقع سبق هاجم “أبو مارية” صاحب الأصول العراقية، تنظيم البعث 5 مرات وحركة الإخوان مرتين، وذكر أكثر من 14 عملية اغتيال جرت لقياديين من القاعدة وقيادات الجماعات المقاتلة الأخرى في العراق، حتى يحكم الإخوان والبعث سيطرتهم على تنظيم القاعدة في العراق، ويحولوه إلى شكله الحالي “داعش”.
وأكد “أبو مارية القحطاني” -اسمه الحقيقي ميسر علي موسى عبد الله الجبوري- أنه سيترك تسجيلاً مرئياً تفصيلياً يذكر فيه الأحداث بالأسماء والتاريخ؛ ليوضح كيف سيطر الإخوان والبعث على تنظيم القاعدة الذي لا يزال ينتمي إلى صفوفه، وإن أشار غير مرة إلى أنه يخشى الاغتيال أو القتل قبل أن يتم ذلك.
ويُعتبر “أبو مارية” أحد الضباط السابقين لدى الجيش العراقي من ضباط فدائيي صدام، كان قد لُقّب بـ”الهراري” أثناء خدمته في الجيش لما عرف عنه من شراسة، أما لقبه الثاني فينحدر من اسمه الحقيقي.
وكان أول ظهور لـ”أبو مارية” في عام 2004 ضمن صفوف مقاتلين هاجموا إحدى أكبر نقاط تفتيش محافظة نينوى العراقية، لتتم ترقيته ضمن صفوف “داعش” ليصبح شرعياً في الموصل، وأيضاً مهندس العلاقات مع العشائر التي بايعت سراً تنظيم دولة العراق، إضافة إلى إدارته الأمور المالية أو ما يسمى بالحسبة ضمن محافظة الموصل.
وبعد القبض عليه وسجنه ثم خروجه في أواسط 2010 ذهب إلى سوريا، ليفتح خلال هذه الفترة محل بقالة، متجنباً العودة لتنظيم “دولة العراق”، لكنه أغضب القيادات هناك؛ لأنه بقي على اتصال بقيادات القاعدة، دون التنسيق مع تنظيم الدولة، ليتهمه فيما بعد قيادات “داعش” بالانشقاق عنهم ويطلقون عليه لقب “البقّال الخائن”.
ومع دخول أبو محمد الجولاني (قائد النصرة) إلى سوريا مع عدد من عناصر “الدولة” لتأسيس تنظيم هناك استطاع “أبو مارية” الاتصال به لتتوالى الأحداث فيما بعد، وتبايع جبهة النصرة “الظواهري” بشكل مباشر، وترفض مبايعة “داعش” بعد دخوله إلى سوريا، وهو ما رأى قادة “داعش” أنه لم يكن ممكناً لولا وجود وعلاقات “أبو مارية القحطاني”، وهو ما أدى لإشعال عداء لم تخمد نيرانه حتى الآن.
يُذكر أن تنظيم “داعش” يعادي بشدة “أبو مارية القحطاني”، ويطلق عليه لقب “أبو مارية الهراري” و”أبو ماريا الجبوري” و”البقّال الخائن”.
منذ سنة واحدة
منذ سنة واحدة