بعد اكتشاف متحور أوميكرون وهي سلالة جديدة من فيروس كورونا، تعرضت أسعار النفط لأكبر انخفاض لها منذ أبريل 2020، حيث تراجعت الأسعار يوم الجمعة الماضي بنسبة 12 في المئة. ومباشرة كان هناك نقاش على تويتر والشبكات الاجتماعية ونظريات تؤكد أن المتحور الجديد يأتي في وقت يتصاعد فيه الخلاف بين الولايات المتحدة وأكبر المستوردين للذهب الأسود من جهة ودول أوبك بلس المتهمة بأنها لا تريد خفض الأسعار. ويقول هؤلاء أن المتحور الجديد هو ورقة لعبت بها النخب العالمية ضد الدول المنتجة للنفط، من أجل ضرب أسعار الطاقة التي ارتفعت بشكل صاروخي وأضرت بالمواطنين الأمريكيين. ولاشك أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول المستوردة الأخرى ترغب في خفض أسعار النفط عن المستويات الحالية، خصوصا وأن ذلك يزيد من مستوى التضخم في تلك الدول.

غير أن الواقع مختلف، حيث لا توجد أي أدلة على أن كورونا مؤامرة، بل إنه فيروس حقيقي اعترفت به مختلف الجهات الصحية بما فيها وزارة الصحة في السعودية التي تراقب عن كثب المتحور الجديد واتخذت إجراءات احترازية لمنع وصوله إلى المملكة. ومن جهة أخرى من الممكن جدا أن يكون المتحور الجديد قد تم تضخيمه إعلاميا، وتسبب ذلك في هلع أدى إلى إيقاف وإلغاء مئات الرحلات الجوية في العالم. لكن الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة، حيث تعكف أكثر من جهة حاليا على دراسة المتحور الجديد وتحليله لمعرفة هل هو أكثر خطورة من دلتا؟ وهل توفر اللقاحات المناعة الكافية للقضاء عليه؟ وتعد الشبكات الاجتماعية ساحة مهمة منذ بدء الوباء لنشر الأكاذيب ونظريات المؤامرة وتضخيم الأحداث وحتى تأويلها، لهذا تحذر الجهات الرسمية من تداول الأخبار والمنشورات التي تروج لبعض المعلومات غير الصحيحة.